في سياق الفرع الأول ، يجب البدء بالمفهوم الذي هو الفكرة المحوريّة و الأساسيّة للمضمون ، لذا في هذا الفرع سنتوسع بمفهوم المنظمة عبر المرور بالنشئة التاريخيّة و التعريف المرموز لها، و أيضاً ذكر بعض من الأهداف الدوليّة و المحليّة التي بادرت المنظمة إلى إحرازها .
منظمة اليونيسيف وتسمى (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) هي منظمة دوليّة ذات حافز إنساني بحتي، تعمل على تحصيل وضمانة حقوق كل طفل في العالم قبل حالات الطوارئ الإنسانية وأثناءها وفيما بعدها، معتمدة بقوانينها على الاتفاقيات القانونية، وتهدف إلى تسوية المشكلات الإنسانية، وأيضاً هي تابعة لمنظمة الأمم المتحدة لتنظم سير عمليات حماية الأطفال والمناداة بحقوقهم في النزاعات وحتى بعد انتهاءها من خلال تقديم الرعاية المتكاملة حق أطفال والأسر الأكثر استضعافاً.
تعتبر المنظمة بمثابة مركز للمعلومات المتعلقة بأوضاع الأطفال في جميع أنحاء العالم من خلال المطبوعات والمؤتمرات ومراكز التوثيق، هي الوكالة الحكومية الوحيدة المكرسة للأطفال، والمفوضة من قبل حكومات العالم لتعزيز وحماية حقوق الأطفال ورفاهيتهم[2]. وهي حاصلة في عام 1965 جائزة نوبل للسلام تقديرًا لجهودها.[3]
في جملة الأهداف الدوليّة، نذكر أنّ اليونيسيف تعاملت مع منظمات أخرى هادفة لتحقيق منوالها الأول ألا وهو حماية الأطفال وضمانة حقوقهم، وإحراز الأهداف الدوليّة، فعمدت إلى توسيع أعمالها مشاركة مع شركاء دوليا لكسب الأهداف بصورة عالمية.
اليونسكو نموذجاً، تتضامن اليونيسف مع اليونسكو في عدة أدوار تتعلق بحماية حقوق الأطفال، ومن تلك الحقوق الحق في التعليم، إذ تسعى هذه المنظمة إلى تحقيق أكبر قدر من الضمانات وتقديم المساعدة اللازمة في هذا المجال.
تملك اليونيسف عدّة أهداف ورؤى تتمركز أغلبها حول رعاية الأطفال، وتوفير سُبل العيش النبيل لهم، والدفاع عن حقوقهم، وتحقيق أهدافهم منذ الطفولة وحتى سن المراهق، لذا عمدت اليونيسيف بتسجيل أهدافها المحليّة في العديد من بلدان العالم، فأنجزت تقدم كبير تلك البلدان حيث حققت أهدافها المخططة ولوحظ ذلك أمام العالم أجمع، مثالاً في لبنان، سوريا، فلسطين وجنوب وشرق افريقيا...
نأخذ دولة لبنان نموذجا، منذ أكثر من سبعين عاما عملت اليونيسف على تحسين حياة الأطفال وأسرهم الذين يعيشون في لبنان، هادفة إلى محو الأميّة وتوفير التعليم مجانا لجميع الأطفال على الأقل في المرحلة الابتدائية، لأنها ترى أنّ لكلّ شخص خاصةً الطفل الحق في التعليم، لذا وفرت الكثير من الفرص التعليميّة في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في المناطق الأكثر عرضة للخطر، والبعيدة عن ركب التعلم، وتعمل في جميع أنحاء العالم للحد من فقر الأطفال، فلكلّ إنسان الحق في فرص عادلة في الحياة، لذا يجب حماية الفتيان والفتيات من عواقب الأضرار الاجتماعيّة مدى الحياة. [5]
تعمل منظمة اليونيسيف بناءً على تطبيق نصوص اتفاقية حقوق الطفل في كل زمان و مكان ، ممّا يساعدها على تطبيق آليّات عملها و إيجاد السبيل الأسرع لتطبيق برامج مساعدتها و اكتساب الهداف قانونياً ، كما تعمل اليونيسف في أكثر من 190 دولة و اقليم و في بعض دول العالم الأكثر صعوبة الوصول فيها إلى الأطفال و المراهقون الأكثر حاجة للمساعدة، و لتحقيق ذلك يجب تَوفُر المكان الآمن لتنظيم الهيكليّة الإداريّة ، و تطبيق آليّات العمل الصحيحة والهادفة ، عبر بث المعلومات من المركز الرئيسيّ إلى المراكز المحليّة .
ن مقر منظمة اليونيسيف الرئيسي يقع في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يُوفر المقر مئات الفُرص الوظيفيّة والتدريبيّة، كما يوفر فرص للتطوع والاستشارات، ويغطي كافة أقسام وفروع المنظمة بالاتصالات، والبيانات، والبحوث، وغيرها من مقومات مقرات الشركة الرئيسيّة وتتفرع المكاتب التابعة لها في أكثر من 190 دولة في العالم، لتقديم خدماتها في مجال حماية الأطفال والدفاع عن حقوقهم.[7] أمّا مراكزها المحليّة فهي تتوزع في 190 دولة في العالم كما ذكرنا سابقاً، نذكر منها[8]:
تعزز اليونيسيف حقوق ورفاهية كل طفل، وتُعد بتواجدها القوي في 190 دولة؛ منظمة رائدة في مجال الدعوة لقضايا الأطفال وتعزيز حقوقهم، حيث يتم توزيع الخدمات لتلك المُنظمة عبر بلدان ودول العالم المتنوع، وتعمل مع شركائها لترجمة هذا الالتزام إلى نشاطات عملية، وتوجه تركيزها وجهودها بشكل خاص نحو الوصول إلى الأطفال الأكثر هشاشة وضعفًا، لصالح جميع الأطفال، في كل مكان. لذلك فإن مسؤوليات اليونيسف في حالات الطوارئ مضمونة في التزامات المنظمة الأساسية للأطفال في حالات الطوارئ، على الصعيد العالمي لتلبية الاحتياجات العاجلة للأطفال واليافعين الأشد حاجة للمساعدة، بما في ذلك السلامة والحماية والرعاية الصحية والتغذية الكافية والتعليم.[9]
تمتد آلية العمل من المركز الرئيسي وصولاً للمراكز المحليّة المتفرعة في بلدان العالم، فمن خلال تلك المراكز يتم تنفيذ العمل محليّا في كل بلد بحسب متطلباته وظروفه، على غير المعتاد كامتلاك الشركاء والبرامج، فإن للمنظمة العديد من السفراء المشاهير المهنيين في مجالات السينما، التلفزيون، الموسيقى، والرياضة، فيؤثرون بعملهم على الأطفال مما يعود بارتباطهم بالمنظمة بآليات عمل نشطة[10] ، لذا فالمنظمة تعمل برغبة المكان والزمان. كما أن منظمة اليونيسيف من إحدى المنظمات الأعضاء في فريق التنسيق بين الوكالات بشأن قضاء الأحداث، حماية حقوق الأطفال الموجودين في نزاع مع القانون[11]. وتجري منظمة اليونيسيف تقاريرا سنوية لآلية عملها، تهدف من خلال تلك التقارير إلى تطوير العمل بما بتناسب مع الظروف كل سنة، فبعد ظهور جائحة كوفيد-19 عام 2019، تضامنت اليونيسف مع شركائها في سنة 2021، وهي السنة الكاملة الثانية لجائحة كوفيد-19، لحماية حقوق الأطفال في مواجهة التأثير المتعاظم لكوفيد-19 وتهديدات أخرى، بما في ذلك تأثير النزاعات المسلحة وتغير المناخ[12].
ولليونيسيف علاقات وثيقة مع منظمات المجتمع المدني، بما فيها الشركاء من المنظمات الدولية غير الحكومية، بشكل كبير في أعمال اليونيسف في 190 دولة تمارس فيها اليونيسف نشاطها. كما يتم التشاور مع المنظمات غير الحكومية في المقر الرئيسي حول صياغة السياسة، وتوظف اليونيسف أكثر من سبعة آلاف شخص يعملون في سائر أنحاء العالم، وتعتمد المنظمة آلية التوريد اللوجيستيّ بتوفير كافة الإمدادات والمواد اللازمة لأيّ طفل مُعرض للخطر، وتسريع توصيل المواد للأطفال الأكثر ضُعفًا والأكثر تضرراً. [13]
لا تزال الحروب والنزاعات المسلحة تسبب الموت والنزوح والمعاناة للشعوب على نطاق واسع. وتدور حالياً نزاعات مسلحة عديدة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك النزاعات التي تنخرط فيها أطراف متحاربة داخل دولة واحدة (نزاعات مسلحة غير دولية)، وتلك التي تنخرط فيها قوات مسلحة من دولتين أو أكثر (نزاعات مسلحة دولية). ألحقت هذه النزاعات الضرر بملايين البشر بطرق لا حصر لها، بما في ذلك قتل المدنيين، وترك الناجين مصابين أو مشوهين، أو عرضتهم للتعذيب، أو الاغتصاب، أو التهجير القسري، أو الإساءة على نحو خطير. وبحلول نهاية 2019، كان 79,5 مليون شخص قد نزحوا قسرياً في مختلف أنحاء العالم بسبب الصراع المسلح، وهو أكبر عدد تم تسجيله على الإطلاق. توّثق منظمة العفو الدولية انتهاكات القانون الدولي، أثناء النزاعات المسلحة، وتناضل ضد هذه الانتهاكات؛ بصرف النظر عمن يرتكبها أو مكان وقوعها، كما تدعم منظمة العفو الدولية مطالب الضحايا من أجل تحقيق العدالة والمساءلة من قبل السلطات الوطنية وصولاً إلى المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية.[14]
إن تعريف وتمييز النزاع المسلح الدولي من الأمور الحاسمة لأن ذلك يتيح تطبيق وإنفاذ قواعد القانون الإنساني على تلك النزاعات، فالقانون الدولي الإنساني العرفي يتوافق مع معظم القواعد السارية على النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية.
بالرغم من التحديات الملحوظة حول العالم، يكافح العاملون في اليونيسف من أجل الحقوق العالمية للأطفال الباحثين عن المأوى الآمن والغذاء والحماية من الكوارث والنزاعات، وعن المساواة، السيدة كاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسف والمدراء التنفيذيين لليونيسف هم خبراء دوليون في مجالاتهم، يقوم المدراء التنفيذيون لليونيسف بالكفاح من أجل حقوق الأطفال. تزداد جهود اليونيسف يومًا بعد يوم، في بعض أصعب الأماكن في العالم، لحماية حقوق الأطفال وحماية مستقبلهم، في أكثر من 190 دولة وإقليم، لكي تصل إلى عدد من الأطفال والشباب أكبر من أي منظمة دولية أخرى، لكنها لا تستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا، لذا تتحد اليونيسف مع القطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتحسين صحة الأطفال وتغذيتهم وتعليمهم وحمايتهم. يساعد الداعمون الفرديون لديها من خلال التبرع أو التطوع أو العمل كمدافعين عن الأطفال والشباب في مجتمعاتهم.[15]
تتلقّى المنظمة التمويل من مصدرين رئيسيين هما :
اضافة تعليق جديد
الإسم | |
البريد ( غير الزامي ) | |
|
لم يتم العثور على تعليقات بعد |
تواصل معنا