ان اتفاقيات جنيف الأربعة المؤرخة ب 12 اب\اغسطس 1949م، والمعرفة أيضا باتفاقية حماية ضحايا الحرب، هي اتفاقيات دولية تضع معايير وحدود إنسانية للمنازعات الدولية، وتوفير أكبر حماية للمدنيين والقوات المسلحة اثناء النزاعات المسلحة والحروب. وضعت أولى اتفاقيات جينيف في 1864م وكانت هذه الاتفاقية حصرية على توفير المساعدة والخدمات الطبية للعسكريين المرضى والجرحى في ارض المعركة، وقد تم مراجعة هذه الاتفاقية وتنقيحها في كل من الأعوام 1906م و1929م و1949م، وأيضا تم إقرار البروتوكولات الإضافية للاتفاقية المنعقدة في 1949م، في 1977م و2005م.
ان اللجنة الدولية للصيب الأحمر تعد بمثابة الاب الروحي لاتفاقيات جنيف، حيث ان اول اتفاقيات جنيف والمنعقدة في 1864م كانت بمبادرة من اللجنة الدولية للصيب الأحمر، كما انها هي الجهة الدولية المسؤولة عن مراقبة وتنفيذ الاتفاقيات المنصوص عليها. ولكن هنالك العديد من العوائق الدولية التي تعيق سير اتفاقيات جنيف، ومن اهم هذه العوائق هي الدول التي تنتهك هذه الاتفاقيات، وأيضا مجلس الامن يعد أحد أكبر العوائق لاتفاقيات جنيف 1949م.
لابد ان يكون هنالك العديد من الإشكاليات في أي بحث علمي، وفي بحثنا هذا تتكون الإشكالية في التساؤل، هل اتفاقية حماية الاسرى الموقعة في 1949م يتم تطبيقها فعليا على ارض الواقع، ام هي مجرد حبر على ورق؟. او بمعنى اخر هل هذه الاتفاقية تطبق على جميع دول العالم ام انها تطبق فقط على بعض الدول؟. ويتفرع عن هذه السؤال العديد من التساؤلات الفرعية :
بتطلب بحثنا الاعتماد على أكثر من منهج في الكتابة، فقد اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي للتعريف باتفاقية حماية الاسرى، والتعريف بأبواب الاتفاقية وملاحقها، أيضا قمت باستخدام هذا المنهج للدلالة على دور مجلس الامن في عرقلة اتفاقية حماية أسرى الحرب. اما المنهج التاريخي فاعتماده في هذا البحث ناتج عن السرد التاريخي لعوائق اتفاقية حماية أسرى الحرب.
ان دراسة احدى اتفاقيات جنيف 1949م وهي اتفاقية حماية أسرى الحرب، بتطلب منا عرضا موجزا لأبواب الاتفاقية وملاحقها، وكذلك التعريف بالأشخاص اللذين لا تطبق عليهم الاتفاقية. والحديث عن اتفاقية حماية الاسرى وذكر أبرز المعاهدات والبروتوكولات التي وضعت من اجل تحسين الاتفاقية، كما أيضا قمنا بالحديث عن مفهوم الاسرى، هذا بالنسبة للفرع الأول من هذا البحث. اما عن الفرع الثاني فأبرز النقاط التي تحدثنا عنها :
ان النزاعات الدولية موجدة منذ وجود البشرية، وهي تكون من قبل هجوم دولة على دولة أخرى، او فئة على فئة أخرى، للاستيلاء عليها من اجل تحقيق اهداف عسكرية وسياسية، او لإثبات القوة على الصعيد الدولي. فمن هذا المنطلق قامت بعض الدول باستخدام أسرى الحرب كوسيلة للضغط على الطرف الاخر من النزاع. فمع تطور هذا الأسلوب من الضغط الغير شرعي على الخصم، أصبحت بعض الدول او الفئات تقوم بأعمال عدائية او لا انسانية تمس بسلامة الأسير الصحية والجسدية، وفي بعض الاحيان الاعتداء على كرامة الأسير الشخصية. كنتيجة لذلك بذلت العديد من الجهود الدولية لوضع قواعد وضوابط واحكام وحدود إنسانية، للحفاظ على سلامة أسرى الحرب، وللحد من الاعمال العدائية والانتهاكات اللاإنسانية لأسرى الحرب، وقد تجسدت هذه الجهود باتفاقيات جنيف عام 1929م و1949م، حيث كانت اول قواعد وضعت من اجل حماية أسرى الحرب عام 1929م، ومن ثم تمت مراجعة هذه القواعد وتطويرها بشكل كبير في اتفاقية جنيف المنعقدة في 12 اب\اغسطس 1949م، وبروتوكولاتها الإضافية في عام 1977م.
ان مفهوم اتفاقية جنيف بشأن حماية أسري الحرب يتجسد بأنه، لا يجوز اعتقال أسرى الحرب الا كنتيجة لوجود مقاومة فوق الأرض، ولا يجوز وضعهم في سجون اصلاحية الا في حالات خاصة تبررها مصلحة السجين الشخصية. وأيضا لا يجوز ممارسة أي اعتداءات او اعمال لا إنسانية على أسرى الحرب، وأيضا لا يجوز اجبارهم على القيام بالأعمال الشاقة والمنهكة ومنها اقتلاع الألغام الأرضية .واتفاقية جنيف الثالثة الموقعة من قبل 196 دولة، في 12 اب\اغسطس عام 1949م تتألف من 146 مادة، و6 أبواب، و5 ملاحق، وأبواب الاتفاقية هي:
وهذه الأبواب تتضمن الرعاية الطبية والأوضاع الصحية لأسرى الحرب، وأيضا حقوق الاسرى بالتواصل مع أهلهم وذويهم، وأيضا تتضمن هذه الاتفاقية حرية الاسرى بممارسة الأنشطة الدينية والذهنية والبدنية اثناء الاسر. وأيضا تضمنت هذه الاتفاقية النظام اثناء الاسر، من ناحية حمل الرتب ونقل الاسرى الى المعسكر وغيرها، كما أيضا تضمنت الاتفاقية موارد أسرى الحرب المالية، وعلاقات أسرى الحرب مع الخارج، وأيضا ذكرت الاتفاقية تفاصيل مأوى وغذاء وملبس أسرى الحرب، كما أيضا ورد طريقة تنفيذ الاتفاقية، وأيضا ذكر في أبواب الاتفاقية الطرق المتعبة عند وفاة أسرى الحرب، وأيضا ذكرت الاتفاقية وجوب إعادة الاسرى الى اوطانهم بعد الافراج عنهم وانتهاء الاعمال العدائية. ووفقا للاتفاقية يتم الافراج عن الاسرى في واحدة من الحالات التالية:
ان اتفاقية حماية أسرى الحرب والموقعة في 12 اب\اغسطس 1949م تحتوي على 5 ملاحق وهي :
ان اسير الحرب هو الجندي الذي يقع اسيرا في يد العدو، وكثيرا ما يختلط مفهوم اسير الحرب وبعض المفاهيم الأخرى، كالمعتقل والسجين والرهينة :
ان اسير الحرب هو الذي يقع في يد العدو وهو يكون جنديا نظاميا، اما المعتقل فهو الذي يقع في يد العدو وهو لا يعد جنديا نظاميا في القوات المسلحة، كما ان اسير الحرب يمكنه التواصل مع اهله واقرابه بواسطة اللجنة الدولية للصيب الأحمر عن طريق الرسائل او الاتصالات الهاتفية او الصور ، اما المعتقلين فيقومون بالتواصل مع ذويهم عن الطريق الزيارات الى مكان الاعتقال. المعتقل يخضع للمحاكمة والتحقيق، بينما الأسير لا يخضع للمحاكمة والتحقيق. يتم الافراج عن الأسير عند انتهاء الاعمال العدائية او الاعمال العسكرية، بينما يتم الافراج عن المعتقل عند انتهاء فترة محكوميته.
السجين هو الشخص الذي يدخل السجن بسبب جرم ارتكبه كالسرقة والقتل وغيرها، السجين يخضع لمحاكمة قبل دخوله السجن يرد فيها سبب سجنه وفتره محكوميته. الأسير يتمتع ببعض الحقوق التي نصها له القانون الدولي الإنساني من خلال اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949م، اما السجين فيكون له حقوق معينه، تكون هذه الحقوق على حسب قانون الدولة التي سجن فيها، حيث انه لا يوجد قانون دولي موحد ينص على حقوق السجناء. يتم الافراج عن الأسير في واحدة من الشروط المذكورة أعلاه، اما السجين فيتم الافراج عنه عند انتهاء فترة محكوميته.
الرهينة هو الشخص المحتجز من قبل جهة معينه سواء دولة او شخص او منظمة وغيرها، اما الأسير فهو الشخص الذي يقع في قبضة العدو اثناء النزاعات المسلحة. يكون احتجاز الرهينة لأسباب سياسية او مالية يستفيد منها الشخص المحتجز للرهينة ، اما الأسير فيكون احتجازه لأسباب عسكرية.
ان جميع الأشخاص المشاركين في القتال ، والواقعين في يد العدو يعدون أسرى الحرب، سواء كانوا من القوات المسلحة النظامية، او احدى افراد الطوائف المسلحة المشاركة في القتال. اما الأشخاص اللذين لا يعدون أسرى حرب هم :
أ-الجواسيس : هم الأشخاص اللذين يعملون تحت شعار مزيف، او يعملون في الخفاء للحصول على بعض المعلومات العسكرية لدولة محاربة، بهدف إيصال هذه المعلومات للعدو، فهم يعملون في وقت الحرب والسلم ويحصلون على معلومات بهدف تعزيز جبهة الدولة التي يتجسسون لصالحها.
ورد تعريف الجواسيس في القانون الدولي الإنساني هو كل شخص يعمل في خفية تحت غطاء كاذب بهدف جمع المعلومات في منطقة الاعمال العسكرية للدولة المعادية، لأهداف سياسية او عسكرية او غيرها.
ب-المرتزقة: جاء تعريف المرتزقة في القانون الدولي الإنساني لأول مره في البروتوكولات الإضافية في عام 1977م، تبعا لذلك المرتزقة هو كل شخص يتم تجنيده خصيصا، محليا او من الخارج ليقاتل في نزاع مسلح، ويشارك فعلا في الاعمال العدائية بشكل مباشر.
ج-الوطنيون الملتحقون بقوات العدو (الخونة)
لقد واجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر العديد من التحديات والعوائق الدولية اثناء تنفيذ اتفاقية حماية الاسرى، ومنها الكوارث سواء كانت كوارث طبيعية، او كوارث ناتجة بشكل مباشر عن البشر، كالحروب سواء كانت دولية او غير دولية. وأيضا من التحديات التي واجهت اللجنة الدولية للصيب الأحمر هو عدم التزام بعض الدول بقواعد اتفاقية حماية الاسرى كالكيان الصهيوني المحتل. وأيضا مجلس الامن كان وما زال وسيظل احد اكبر التحديات والعراقيل التي لعبت دورا كبيرا في عرقلت اتفاقية حماية الاسرى عن طريق القوانين الصادرة من مجلس الامن والتي عادتا ما تكون هذه القرارات داعمة للدول الحلفاء للدول التي تملك حق النقض.
ان أحد اهم التحديات التي واجهت اتفاقية حماية الاسرى هي الحروب، وهنالك العديد من الحروب التي حدثت بعد عام 1949م أي بعد توقيع اتفاقية حماية الاسرى، ومن هذه الحروب:
الثورة السورية: اندلعت الثورة السورية في 15 اذار\مارس 2011م ، ومن ثم تحولت الى حرب ضروس وشرسة، استخدم خلالها النظام السوري العديد من الأسلحة الثقيلة والمحرمة دوليا بحق المدنيين في الأراضي السورية، كما أيضا فقد قام نظام الأسد بالعديد من الانتهاكات بحق الاسرى السوريين اللذين سقطوا بيد النظام كنتيجة لاندلاع الثورة، في عدة مواقع كسجن تدمر وصيدنايا وغيرها الكثير.
1- معركة الفرقان: اندلعت في 27 ديسمبر\كانون الاول 2008م ، وكانت من قبل الكيان المحتل، استمرت هذه الحرب لمدة 21 يوم، حيث انتهت في 18 يناير\كانون الثاني 2009م، قام الكيان المحتل بالعديد من الانتهاكات بحق المدنيين والأسرى الفلسطينيين.
2- عامود السحاب: اندلعت في 14 نوفمبر\تشرين الثاني 2012م ، واستمرت لمدة 8 أيام، قام الكيان المحتل بالعديد من الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين الفلسطينيين، كما اسفرت عن مقتل 162 فلسطينيا واصابة نحو 1300 شخص.
الغزو الأمريكي للعراق: او المعروف بحرب الخليج الثالثة، بدء الغزو الأمريكي للعراق في 19 اذار\مارس 2003م جوا، ثم في 20 اذار\مارس 2003م برا، وكان سبب هذا الغزو هو اتهام الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بأن العراق تمتلك سلاح نووي، فكان الهدف من هذا الغزو هو استخلاص السلاح من العراق. انتهى الغزو 1 أيار\مايو 2003م ، وقد تبع هذا الغزو العديد من الانتهاكات الجسيمة للأسرى العراقيين من قبل القوات الامريكية، ومنها الانتهاكات التي حدثت في سجن أبو غريب.
هنالك العديد من الدول التي تقوم بانتهاك معاهدات القانون الدولي الإنساني بواسطة العديد من الطرق كالابادات الجماعية والحروب الاهلية والتطهير العرقي، ومن أشهر الدول التي تقوم بانتهاك القانون الدولي الإنساني تحت غطاء وحماية من مجلس الامن والعديد من الدول الحلفاء كأمريكا والمملكة المتحدة وغيرها، إسرائيل. يقوم الكيان الصهيوني المحتل بالعديد من الانتهاكات الصارخة والجسيمة للقانون الدولي الإنساني، ومن أشهر هذه الانتهاكات والتي نعيشها في أيامنا الحالية هي حركة التطهير العرقي والقصف العشوائي وقطع موارد الحياة الأساسية كالماء والكهرباء على غزة، وهذا ليس الانتهاك الوحيد الذي قام به الكيان المحتل بحق المدنيين والأسرى الفلسطينيين على مر التاريخ. فمنذ يوم النكبة الواقع في 15 مايو\ايار 1948م قام الكيان المحتل بالعديد من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني في كل عام تقريبا.
وأيضا قام النظام السوري بالعديد من الانتهاكات بحق المدنيين والأسرى السوريين كنتيجة لااندلاع الثورة السورية في 15 اذار\مارس 2011م ، فمن هذه الانتهاكات قام النظام السوري باستخدام العديد من الأسلحة المحرمة من قبل القانون الدولي الإنساني، فقد قام نظام الأسد بقتل العديد من المدنيين باستخدام الاسلحة الكيميائية في خان شيخون وغوطة الشام الشرقية. كما أيضا قال نظام الأسد بانتهاك القانون الدولي الإنساني بحق الاسرى، فقد كان افراد الجيش السوري يقومون بالعديد من الانتهاكات بحق الاسرى في السجون، وهنالك العديد من الأمثلة ك سجن داريا وسجن تدمر وتسريبات قيصر .
هنالك العديد من العراقيل السياسية التي تلعب دورا هاما في عرقله اتفاقية حماية أسري الحرب، ومن هذه العراقيل الجمود السياسي او كثرة الطوائف والأحزاب، حيث انه إذا كثرت الأحزاب المتحكمة في الدولة سيكون من الصعب الوصول الى قرار يرضي جميع الأطراف. وأيضا ننقص المعلومات يمكن ان تأدي الة عرقلة سير الاتفاقية، حيث انه اذا لم يتوفر لدى صانعي القرارات المعلومات الكافية، قد يؤدي ذلك الى اتخاذ قرارات غير صحيحة او سيئة، وأيضا ومن اشهر واهم هذه العراقيل السياسية التي تواجه اتفاقية حماية اسرى الحرب هو القرارات الصادرة عن مجلس الامن :
نشأ مجلس الامن الدولي كنتيجة لفشل عصبة الأمم في حل المنازعات والمشاكل الدولية، وهو يعد أحد أجهزة الأمم المتحدة الأساسية. وقد تم انشاء مجلس الامن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وعقدت اول جلساته في 17 يناير 1946م . يتألف مجلس الامن من 20 عضو 5 منهم دائمو العضوية وهم روسيا، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، والصين، كل من هذه الدول ال 5 الدائمة العضوية تملك حق النقض او ما يسمى الفيتو. وأيضا يضم مجلس الامن 15 دولة غير دائمة العضوية . يمكن لمجلس الامن عرقلة سير اتفاقية حماية الاسرى من خلال حق الفيتو، حيث ان إذا قرر مجلس الامن معاقبة دولة ما بسبب انتهاكها لاتفاقية حماية الاسرى مثلا، ففي هذه الحالة وإذا استخدمت احدى الدول 5 الكبرى حق النقض يصبح القرار ملغيا ولن يطبق، وهنالك الكثير من الأمثلة على مر التاريخ، فمثلا عندما طرح ملف النظام السوري على مجلس الامن استخدمت روسيا والتي تعد من حلفاء النظام السوري، حق النقض فلم تتم معاقبة نظام الأسد على الانتهاكات التي حدثت في سجون النظام من ضرب وقتل وتعنيف لأسرى الحرب. كما أيضا يمكن ان يعرقل مجلس الامن سير الاتفاقية من خلال الاستخدامات السيئة والمفرطة والتعسفية لحق النقض، لذلك فان اغلبية الفقهاء في القانون الدولي يقترحون وضع ضوابط وقوانين تحد من استخدام حق الفيتو الى حد ما.
يمكن القول إن الأفعال والهجمات الاسرائيلية ضد الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال قد فاقت حدود الإرهاب والهمجية واللا إنسانية، حتى انه يمكن تشبيهها بالسجون النازية، ويمكن القول بأنها الى حد ما قد فاقت سجون الأسد من ناحية الاجرام والمشاهد الشنيعة اللاإنسانية، فقد شهد العالم العديد من المشاهد والافعال اللاإنسانية والهمجية التي يقوم بها ضباط سجون الاحتلال ضد الاسرى الفلسطينيين من لقطات الضرب والقتل وإطلاق النار العشوائي. وقد شهد العالم العديد من المشاهد الشنيعة فيما يسمى الانتفاضة المجيدة في كانون الأول 1987م، حيث استطاع العالم رؤية جنود الاحتلال وهم يطلقون النار بشكل عشوائي على الاسرى الفلسطينيين، وقد شهدت هذه الحادثة العديد من حالات القتل والاصابات البالغة كالشلل وفقد البصر وغيرها، فقد نجم عن هذه الحادثة 1194 شهيد فلسطيني واصابة أكثر من 70الف فلسطيني بجروح بالغة مختلفة، بينما أصيب أكثر من 7000 فلسطيني بعاهات دائمة، وأيضا من خارج جدران السجون تم اعتقال أكثر من 80الف فلسطيني أثر هذه الانتفاضة .
والكيان المحتل يعتمد بشكل كبير على ما يسمى بالاعتقال الإداري، وهو اعتقال يتم استنادا الى امر اداري فقط، ولا يستند الى محاكمة ولائحة تهم وغيرها من خطوات المحاكمة، وقد قامت وزارة الاسرى الفلسطينيين بالتعاون مع مؤسسات حقوق الانسان المحلية والدولية بإطلاق حملة دولية هدفها الغاء قانون الاعتقال الإداري . وأيضا حدثت العديد من الإضرابات الجماعية والفردية اعتراضا على قانون الاعتقال الإداري، ومن أشهر الإضرابات الجماعية:
-اضراب الاسرى الإداريين في 24\4\2014 ، حيث اضرب ما يقارب 120 إداريا في كل من سجن "مجدو" "عوفر"" و"النقب" الاضراب الشامل عن الطعام احتجاجا على الاعتقال الإداري.
سعينا من خلال هذا البحث الى توضيح دور اللجنة الدولية للصليب الاحمر في انشاء اتفاقيات جنيف، والى الجهود المبذولة من قبل اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومؤسسها هنري دونان لأنشاء الاتفاقية، وايضا سلطنا الضوء على العوائق والعواتق التي واجهت اتفاقية حماية أسرى الحرب من قبل الدول بشكل عام ومجلس الامن بشكل أخص.
فناقشنا في الفرع الاول مضمون اتفاقية حماية أسرى الحرب، وعرفنا بأبواب الاتفاقية وملاحقها، كما ايضا ذكرنا مفهوم الاسرى، والأشخاص اللذين لا تنطبق عليهم الاتفاقية الموقعة في 12 اب\اغسطس 1949م. كما ايضا سلطنا الضوء الى الفرق بين أسرى الحرب وبعض المصطلحات المشابهة، كالسجين والرهينة والمعتقل.
وايضا قمنا في الفرع الثاني بطرح ومناقشة بعض التحديات والعوائق التي واجهت اتفاقية حماية الاسرى، فذكرنا من هذه العوائق حروب حدثت بعد عام 1949م اي بعد توقيع الاتفاقية، وايضا قمنا بذكر بعض الدول التي تنتهك قوانين ومعاهدات القانون الدولي الانساني. أضف الى ذلك، قمنا بتسليط الضوء الى دور مجلس الامن في عرقلة اتفاقية حماية الاسرى من خلال حق النقض او الفيتو. كما ايضا قمنا بتسليط الضوء الى المئاسي والمجازر التي يتعرض لها الاسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال.
اضافة تعليق جديد
الإسم | |
البريد ( غير الزامي ) | |
|
لم يتم العثور على تعليقات بعد |
تواصل معنا