إلّا المدارس
وسَط المعاناةِ التي يعيشها السوريون المهاجرون من براثن الحرب التي استمرت رحاها في بلادهم منذ أحد عشر عاماً مضت دونَ توقف، وجدَ الأطفالُ الصغارُ أنفسهم بعيدينَ عن مقاعدِ الدراسة والتعليم مما جعلَ جيلاً كاملاً مهدداً بالتجهيلِ والإهمالِ العلمي، مما ينعكس سلباً على شعبٍ واحدٍ يعيشُ في بلدين هما الشقيقتانِ سورية ولبنان .
هذا الواقع المرُّ لم يجعلِ السوريينَ والناشطين منهم يبقون مكتوفي الأيدي،
وفي الظروف التي يشهدها لبنان ومع بداية هذا العام 2023 من أبرز دعوات أهالي الطلاب السوريين كانت أن يلاقي التلميذ السوري في لبنان حقه في المقعد الدراسي والتحاقه في مدرسة منتظمة وحصوله على أوراق رسمية تضمن حقه في الاستمرار ..
والحقيقة المُرّة التي صدمت الجميع هي اغلاق العديد من المدارس في وجه التلاميذ السورين والكلمة التي بات يسمعها طلابنا من إدارة المدارس الحكومية (( لابقا تجي لهون ))
جاءت العديد من التقارير التي شملت عبارات تصدر من أفواه أطفال قد علّمتهم الحياة قبل أن تُعلمهم المدارس فسمعنا من شفاه طفل يقول (( حذو مصاري وعلموني )) وسمعنا أيضاً من يقول (( بدي اتعلم لانو ما بدي كون ضعيف ))
نحن في هذا الحال وأمام مأساة تتكرر في كل عام قد يعود قسم كبير منها الى الشق المالي وبعيداً عن السبب الحقيقي أو السبب الظاهر نُجدد صرختنا على مسامع كُل من يرغب أن يسمع بأن حق التعليم هو حقٌ مقدسٌ ولا مجال للتراجع عنه طالما الروح ساكنة في أجساد التربويين ..
التلميذ السوري سيبقى مناضلاً للحصول على حقه في التعلّم وسيدخل الصفوف الجامعية وينال الدرجات العلا وهذا ما ستثبته الأيام والمستقبل القريب