من الجميل أن نذكّر بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في وقت نسي الناس على مدار السنة من هو نبيهم أو ماهي صفات نبيهم ... وإن قلنا لماذا لم يحتفل السلف الصالح بذكرى المولد أقول لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في حياة هؤلاء في صغائر الأمور وكبيرها وكان القدوة .. أما مانحن عليه الآن فنسيت أجيالنا أو تناست .. كيف أفنى حياته من أجل إحياء أمة .. الغريب أننا عندما نطلب من شاب في ربيع شبابه أن يصف النبي صلى الله عليه وسلم فيجيب كان جميلا ووجه كالقمر !!!! أما عندما نسأل صف لنا اللاعب الفلاني في الفريق الفلاني حينئذ سيجيب عن رقم اللاعب ولون القميص وعدد الأهداف وعدد المباريات وزوجته وأولاده وعدد رحلاته وأعداد متابعين حساباته على السوشيل ميديا .
فهنا تأتي الإجابة عندما نسي الناس محور الاحتفال بذكرى المولد وحياته وصفاته ابتعدوا عنه وعن سيرته .. فلنذكّر الناس بهذا اليوم وغيره من الأيام فإن ذلك يؤدي إلى تعزيز محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الناس .. ولكن يحب أن نعلم عندما نريد أن نحتفل أن لا يصاحب هذا الاحتفال التعديات على الثوابت ..
وكل ماعلينا فعله أن نقرأ من السيرة النبوية ونتعرف على صفاته وصلوات وسلامات عليه .. ولا يصاحب هذا اليوم إنفاق وإهدار أموال في غير موضعها أو أن نذهب إلى أضرحة ونطوف حولها وأن لا نجعل منه يومًا للتهنئة والمعايدة بكل عام وأنتم بخير فهذا أمر لا يقبل وإنما علينا أن نذكر بحياة وأخلاق وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليعود أجيالنا إلى ماكان عليه سلفنا الصالح وغير ذلك يكون خارج عن الإطار الذي نريد أن نؤكد عليه أن ربيع الأول هو للحب وليس للابتداع...
فما أحوج أجيالنا إلى الاقتداء بأخلاقه واتّباع تعاليمه ... وماأحوج أيامنا التي طغى فراعينها بالظلم والقتل والدمار إلى رحمته وإنسانيته وعدالته التي عمت أرجاء الأرض في زمانه و ماأحوجنا أن نتعلم ونقتبس من أخلاقه خلق العفو ومن حديثه الكلمة الطيبة التي تشرح الصدر وتؤنس الفؤاد في البيت و في العمل و في التعامل مع الآخرين ومن مدرسته وتعليمه أنه أحسن الناس تعليماً لا يعنف ولا يجرح المشاعر حينما يعلم الناس ماأحوجنا إلى ذاك المعلم الرحيم بطلابه ... الحافظ للأمانة الصادق في المعاملة الذي كان شعلة الإيمان المشرقة مابين الشرق والغرب ... وماأحوجنا إلى من قدّم دمه وروحه وجهده لنشر الدين وإعلاء راية الحق ليصبح الإسلام منارة تساق في شتى بقاع الأرض ... فأخلاق محمد وصفات محمد وسيرة محمد يجب أن تعيش بين أضلعنا وتدرّس في مدارسنا وبيوتنا في كل يوم وفي كل لحظة فهي مدرسة في التربية والتعليم والحب بالاقتداء والمضي على خطاه صلى الله عليه وسلم
اضافة تعليق جديد
الإسم | |
البريد ( غير الزامي ) | |
|
لم يتم العثور على تعليقات بعد |
تواصل معنا