Loading...







الرئيسية/مقالات أدبية وعلمية/الخلافة في العهد العثماني الحكم التركي بين الواقع والحلم


الخلافة في العهد العثماني الحكم التركي بين الواقع والحلم

عدد المشاهدات : 45
أ.عادل الجمعة
مدرّس مادة التاريخ في مدارس الهيئة التربوية التعليمية
حرر بتاريخ : 2024/09/16





المقدمة

:

إن أقل ما يقال إن الخلافة تعني الوحدة الإسلامية التي يُعبر عنها بشكل سياسي، وعلى هذا فهي بالتالي ليست فكرة يحتاج المسلمون لإعادة اختراعها من جديد. إنها موجودة في كل درس قرآني ، وموجودة في كل موعظة نبوية، وفي كل خطبة جمعة حتى يومنا هذا، وعبر التاريخ اتفق المسلمون على الحاجة إلى التطبيق السياسي لهذه الفكرة .والخلافة كلمة لا مثيل لها ،إن هذه الكلمة تستدعي للبعض آمالا عريضة وذكريات عميقة بينما تستدعي مخاوف مشؤومة لآخرين. منذ حوالي أربعة عشر قرنًا، مع بعض فترات الانقطاع، كان العالم الإسلامي مرادفًا للخلافة[1]

 الخلافة بمعناها العام هي حكومة موحدة لرعاية جميع المسلمين وخاصة المنسيين المهمشين منهم. ومع ازدياد اتساع هؤلاء المهمشين تعني كلمة الخليفة في اللغة العربية من يمثل أو يخلف غيره، وترتبط في القرآن بفكرة الحكم العادل. وقيل إن آدم وداوود وسليمان كانوا خلفاء الله في الأرض. بقول قوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}[2] (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ)[3]
ويقول بانكهيرست: "عندما يتحدث الناس عن الخلافة، فإنهم يتحدثون عن زعيم يخضع للمساءلة، عن العدالة والمحاسبة وفقا للشريعة الإسلامية .

والكلمة جذرها الثلاثي (خ ل ف) والجذر يشير ضمنيًا إلى فكرة “الوجود أو الظهور بعد أو خلف شخص ما من حيث الترتيب أو الوقت أو المكان.[4]” الخليفة، إذن، فعليًا هو شخص تركه سلفهُ خلفه للقيام بمسؤولية معينة”، ولكنها كذلك استخدمت لتنسب للكلمة معنى السلطة السياسية واستخلاف الله البشر لعمارة الأرض ، وكان الخليفة، وهو من يخلف النبي ﷺ ، بعد أقل من قرن من الزمان. وفي الواقع، تشير جميع التعريفات تقريبًا إلى هذه العناصر، وهي أن الخليفة:

(ا) يقوم مقام النبي ﷺ، غير أنه ليس نبيًا ولا معصومًا من الخطأ، ويجب أن يدين جميع المسلمين بالولاء له.‏

(ب) يحكم في الشؤون الدينية والدنيوية للمجتمع النبوي، مما يعني بشكل فعلي أنه يحمي الدين، ويدافع عن الثغور، ويحافظ على الشرع والنظام، و يعيد توزيع الموارد ، بعبارة أخرى، يُعرَّف الخليفة بأنه رئيس جميع أتباع النبي محمد ﷺ.[5]

لكن ما يهمنا هنا هو الاستخدام التاريخي لمصطلح الخلافة للدلالة على الحاكم السياسي الأعلى للمسلمين. كما أطلق علماء الدين السنة والشيعة على هذا القائد السياسي الأعلى للمسلمين اسم الإمام ، ومصطلح خليفة لم يكن له معنى سياسي واضح وكان مجرد وصف لدور أبو بكر كخليفة للنبي ﷺ،  وبمرور الوقت عندما أصبح المجال السياسي مليئا بأنواع مختلفة من القادة ، استقر الاستخدام التاريخي والسياسي على مصطلح خليفة للإشارة إلى الفرد، القائد الأعلى لجميع المسلمين .

اما عن السند الدين لوجوب الخلافة ، لقد اتفقت جميع المدارس والطوائف الإسلامية الباقية على وجوب تعيين رئيس واحد للأمة الإسلامية. ، اعتبر أهل السنة أن إقامة الخلافة واجب جماعي. وقد اختلفت الآراء حول إمكانية الحياة الإسلامية بدون خليفة ،  فقد ذكر أبو حفص النسفي [6] “يجب على المسلمين تنصيب إمام ليقيم أحكامهم، ويطبق الحدود، ويحمي الثغور…”. [7]،و كتب المؤرخ الكبير والفقيه المالكي ابن خلدون [8]إن نصب الإمام واجب قد عرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين[9] ، ثم يذهب ابن خلدون إلى القول، وفقًا لمذهبه الأشعري، أن وجوب إقامة الخلافة (مثل جميع الفروض الأخرى) ينبع من الوحي وليس العقل وبالتالي لا يمكن إبطاله بالعقل . و لقد اعتبر بعض علماء الإسلام البارزين، مثل حجة الإسلام الغزالي الخلافة واجبًا كالعبادة. ‏ باختصار، للتدليل على وجوب الخلافة يجب أن يتم بالاستدلال بالنصوص الشرعية والتراث الفقهي الإسلامي ولكن بالإضافة إلى النصوص الشرعية، فإنه لا بدّ لإثبات إمكانية وجودها وتأييدها.

 اولا : الخلافة العثمانية القديمة  هي آخر دولة إسلامية حكمت بلاد المسلمين، واستمر حكمها حوالي ستمئة سنة، بعد أن أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، وتعود أصولها إلى الأتراك، وبلغت أوج قوتها وعزها ومجدها في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وامتدت إماراتها لتشمل أهم قارات العالم القديم وهي آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، وأطلق عليها عدة أسماء أخرى مثل السلطنة العثمانية ، الدولة العلية .

  والخلافة العثمانية ، كانت مزيجًا من الخلافة الاموية والعباسية  في البداية  عندما وحد العثمانيون سياسيًا أوروبا الشرقية وغرب آسيا وشمال إفريقيا تحت خلافة واحدة استمرت لنحو أربعمائة عام كواحدة من أكثر الدول  نجاحًا واستقرارًا وقوة في ذلك الوقت. ولقد طبق السلاطين العثمانيون الذين أخذوا لقب “الخليفة” بعد هزيمة المماليك في القاهرة 1517م أحكام الشريعة كما شرحه العلماء وأداروه كمفتين وقضاة. وبالتالي، كانت سلطات الخليفة أو السلطان محدودة.

 إذ أن لدينا قضايا نرى فيها السلاطين الذين تم عزلهم بسبب حكم من رئيس القضاة. ومع ذلك ، لا يمكن ان نجد سلاطين اكتسبوا السلطة وتصرفوا باستبداد فيها ،ومن المستحيل ان نرى خلفاء تهمهم مصلحتهم الشخصية او العرقية او القبلية على المصلحة الإسلامية العليا ، كان انتساب العثمانيين للخلافة يتخيل في بعض الأحيان بطرق صوفية حيث ساعدت الصوفية الأناضولية في تخيل الخليفة العثماني كحاكم، ومرشد روحي، وأنه ظل الله في الأرض ومشروع لجميع المسلمين، وان عدم وجود أي مؤسسة مثل الكنيسة في العصور الوسطى للتحدث باسم الله. كان تعدد الأصوات في تفسير النصوص الشرعية يعني شيئين: أن السلطة الدينية كانت منقسمة ومتعددة الأصوات وأن النخبة الحاكمة لا يمكنها أبدًا السيطرة على السلطة الدينية، ونتيجة لذلك، ظهر نظام للضوابط والتوازنات الاجتماعية والدينية بشكل طبيعي، ولكن هذا كله يوجد في الأمور التي لا تتعارض مع الدين ولا تمس الشرع الحنيف .[10]

 ‏وان الخلافة العثمانية التي دامت ما يذيد عن اربعمائة سنة ، لم تكون باختصار نموذجًا ثيوقراطيًا ولا مطلقًا. فلقد ضمنت قدراً كبيراً من الحرية للمجموعات الدينية الواقعة تحت حكمهم مما مكن للمسلمين من مختلف الاتجاهات، واليهود والمسيحيين وغيرهم أن يعيشوا مجموعات حرة نسبياً. على الرغم من أن هذا النظام بعيد عن الكمال، إلا أنه عمل بشكل أكثر فاعلية في تسهيل حياة عادلة تتمحور حول الحكم الشرعي، مقارنة بالدول الإسلامية الحديثة وحتى العديد من الديمقراطيات. ، ولهذا السبب حتى غير المسلمين كانوا أحرارًا في العيش وفقًا للمعايير الدينية التي يؤمنون بها . و غالبًا ما تميل إبرة التوازن بين الحقوق الفردية والجماعية في الاتجاه الأخير.

 ولقد كان العثمانيون، مثل الرومان في مواجهة الإغريق، إداريين وبناة مؤسسات، وحولوا النموذج القرآني للمجموعات الأخرى المحمية، (الذميون)، إلى مؤسسة متعددة الطوائف الدينية التي يمثلها قادتهم في العاصمة. وقد أصبح هذا معروفًا باسم النظام الملّي .[11]

 وعندما واجهت الدول القومية الحديثة في القرن التاسع عشر العثمانيين، حيث أنه لأول مرة أصبحت هذه الدول على قدم المساواة وتجاوزت القوة الاقتصادية والعسكرية العثمانية بسرعة، قام العثمانيون بالتكيف وخطوا خطوات كبيرة في نهاية المطاف في تحديث جيشهم واقتصادهم ومجتمعهم ولكن حافظوا على دينهم وعقيدتهم وشرعهم

 في ذلك النظام و في وقت قصير نسبيًا. لقد تم استبدال القيود الاجتماعية والمجتمعية القديمة التراكمية على سلطة السلطان بدستور، لكن العثمانيين لم ينجوا من أثر الحرب العالمية الأولى. و لقد ذهب المؤرخون المعاصرون إلى أن الفكرة القديمة التي صورت نظام الخلافة لا يمكن أن يعيش طويلاً، ولكن لكل بداية نهاية فقد اختلف المؤرخين عن تاريخ سقوط الخلافة العثمانية ، فمنهم من اتخذ ان نهاية الحرب عام 1918 وخسارتها كانت اخر لحظاتها ومنهم اعتبر تاريخ 1924 حين قام العلماني كمال مصطفى أتاتورك بطرد اخر خليفة السلطان عبد المجيد الثاني من استنبول هو تاريخ سقوطها ، أما اقلية من المؤرخين الملمين بتاريخ الخلافة قالو ان عام السواد عام 1909 هو التاريخ الحقيقي لنهاية الخلافة مع عزل اعظم واقوى سلاطينها السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله وانا أدعم هذا الرأي .

.وهنا قد نطلق على هذه الخلافة العظيمة التي عاش المسلمين في كنفها في عزة وامان وتقدم وتطور ، وبحبوبة اقتصادية . مطبقين فيها احكام الشريعة الإسلامية ، انها نموذج حقيقا يقتدى به أي خلافة من الممكن ان تظهر في المدى القريب او حتى البعيد .

 ثانيا : الحكم التركي الحديث

البشر كما هو معلوم  مخلوقات تعيش بين الذكريات والرغبات. والحياة بدون أمل يتخطى الحاضر، ودون أحلام  ، بمثابة  كابوس مرعب.

وهناك أسباب مقنعة وبتزايد أكثر لطرح هذه الفكرة ، فكرة الخلافة اليوم. ذلك أنه على مدى العقود القليلة الماضية، فقد زادت العولمة بشكل كبير من وعي المسلمين بأحوال المسلمين الآخرين وزادت كذلك من وعيهم في جميع أنحاء العالم على وحدة حالهم ورؤيتهم. وفي الوقت نفسه، اتسعت الفجوة بين من يملكون ومن لا يملكون بشكل كبير في كل المجتمعات

 وفي زمن يتجه النظام العالمي نحو التراجع عن العولمة ونحو الاهتمام بالقوم وسكان القطر، لهذا كله، فإن فكرة الخلافة، باعتبارها البديل الحضاري الوحيد القادر على حماية مصالح الفئات الأكثر ضعفاً، ستصبح أقوى بين المسلمين على مستوى العالم. ومع أنها بدأت للتو في جذب انتباه العلماء والعامة، فإنه مع كل انتفاضة تُقمع في العالم الإسلامي، ومع كل حلقة جديدة من الإرهاب والحرب العقابية، ومع كل انتهاك جديد للمسلمين يمضي دون دفع أي ثمن لهذه الانتهاكات، ومع كل جدار جديد يُقام في أوروبا وأمريكا، فإن فكرة الخلافة الإسلامية تفوز بالمزيد من المؤيدين.‏

 و المسلمين السنة اليوم، الذين يعيش الكثير منهم تحت أنظمة حكم استبدادية، فإنه من المرجح أن نموذج الخلافة القائمة على الحكم المستند يحظى بجاذبية كبيرة لديهم.

 واستطلاعا للرأي أجرته مؤسسة "غالوب" عام 2006، اُستطلع فيه رأي مسلمين في مصر والمغرب وإندونيسيا وباكستان، أشار إلى أن ثلثي المشاركين يؤيدون فكرة "توحيد كل الدول الإسلامية" في خلافة جديدة. وهذا النداء طال انتظاره، فمنذ ما يقرب من قرن من الزمان، لم يُسمح للإسلام بأن أعادتها ألهمت العديد من الحركات والشخصيات باستغلالها . [12]

وعلى ضوء ذلك كله واستغلالا للظروف ، تستخدم السلطة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية الإسلام السياسي في الوقت الحاضر كورقة للتغطية على تحقيق أعادة أحياء حلم الخلافة العثمانية[13] القديمة بما نطلق عليه انا الخلافة التركية الحديثة . وأكثرهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي استفاد من الحنين الإسلامي العالمي المتنامي إلى الخلافة ،لا بل أعلن مؤخرًا أن جمهورية تركيا هي ما هي إلا استمرار للإمبراطورية العثمانية.

 واضح أن “السلطان أردوغان”، كما يسميه معجبوه بمودة، يملأ الفراغ الذي يشعر به كثير من المسلمين في جميع أنحاء العالم بلهفة متزايدة ، و يهيمن على سياسات وتوجهات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "حلم إحياء الخلافة العثمانية ، ويكشف عن رغبة مُلحة لشغل مكانة "السلطان الجديد "،وهذا كله يتضح من خلال عدة مؤشرات هي :

1 - الصلاحيات الرئاسية : أدت التعديلات الدستورية، وتحول النظام السياسي التركي من برلماني إلى رئاسي إلى زيادة الصلاحيات الممنوحة لأردوغان، " بأن تحول تركيا للنظام الرئاسي سيتيح لتركيا أن تتحول لدولة الخلافة، ويصبح أردوغان خليفة للمسلمين

2 - تدريس اللغة العثمانية : اعتمد أردوغان تدريس اللغة العثمانية في المدارس، وجعل ارشيفها مفتوحا امام كل المسلمين . ويرى أن ذلك يحمي هوية الدولة إلى قيام الساعة، وذلك على حد تعبيره.

3- خطاب السياسي :  يستخدم أردوغان في معظم خطبه السياسية مصطلح "نحن أحفاد العثمانيين" للتأكيد على توجهاته العثمانية ومحاولاته إحياء إرث الدولة العثمانية عن طريق التمدد السياسي والجغرافي

 4 - دعم المسلسلات التاريخية : يدعم أردوغان المسلسلات والأفلام التركية مثل مسلسل "قيامة أرطغرل" و قيامة عثمان  الذين يتناولان تاريخ مؤسسي الدولة العثمانية، ومسلسل السلطان عبد الحميد .

 5- الإنكشاريين الجدد : اتجه أردوغان إلى تأسيس جماعات مؤيدة له، على غرار ما قام به السلطان "أورخان الأول" من تأسيس "الإنكشاريين"، والتي تعني "الجيش الجديد ، ومنها ( الجيش الوطني السوري – فصيل السلطان مراد – فصيل سليمان شاه – فصيل الحمزة ) في الشمال السوري ، وحكومة الوفاق الوطني في ليبيا ، والكتائب التركية الأذربيجانية في أذربيجان  ، وغيرها الكثير ..............

6 - شرعية الوراثة : يسعى اردوغان من خلال تمسكه بنظام الخلافة ان يبعث رسالة مفادها انه هو الوريث الشرعي للخلافة العثمانية .

 7 - التوسع الإقليمي : انتهج أردوغان سياسات النفوذ والتوسع الإقليمي من خلال التدخل المستمر في شئون دول اخرى ولا يقتصر التوسع الإقليمي على الخطابات الحماسية، إذ قامت تركيا بدعم التيارات الدينية المتطرفة في عدد كبير من دول المنطقة، ووفرت لهم المأوى والاستضافة والدعم المالي والمنصات الإعلامية التي تروج لأفكارهم. وفي السياق ذاته قامت تركيا بالتدخل العسكري المباشر في سوريا والعراق، كما تقيم تركيا عددًا من القواعد العسكرية في دول مختلفة، منها: قطر، وشمال قبرص، وسوريا، وأذربيجان والبوسنة والهرسك[14]

الخاتمة

:

 ولكي يكون أي دفاع عن الخلافة ذا قيمة يجب إقرار بالقصور المتكرر للفكر السياسي الإسلامي وممارساته في الماضي وفله عن الرؤية الحقيقة والمكننة للإقامة اتحاد سياسي مسلم في العالم الجديد ، و إن الجدل حول الخلافة يحركه، جزئياً، غموض حول أهميتها. ذلك أنها قد تستدعي إلى الأذهان، خاصة لمنتقديها، حكما ثيوقراطيا مطلقا من القرون الوسطى لحكم الرجل الواحد. كما أنها قد تستدعي لأذهان مؤيديها الإصلاحيين، كونفدرالية من الحكومات الإسلامية على غرار الاتحاد الأوروبي (وهو شكل يفترض أن يحقق نهاية سعيدة!). وبالنسبة للبعض الآخر، فإن نظام الخلافة هو بديل ما قبل الحداثة للأنظمة السياسية المعاصرة. وبالنسبة للآخرين، هو اتحاد ما بعد الحداثة لدول ديمقراطية ذات أغلبية مسلمة.‏

الاستنتاجات

:

1 -  أن محاولة استرجاع الإمبراطوريات الدينية أصبح نوع من الوهم فجميع الإمبراطوريات الدينية لم تعد موجودة بما فيها الإسلامية وأصبحت العلاقات الدولية والتكتلات السياسية تقوم على مبدأ المصالح المادية لا على أساس الارتباطات الدينية

2 -  غزارة التنوع الديني والطائفي بمنطقة الشرق والمنطقة العربية على وجه الخصوص نتيجة لظهور الطوائف الإسلامية التي تولدت نتيجة خلافات سياسية في العصور الإسلامية القديمة مما يجعل أي فكرة إقامة لدولة خلافة إسلامية كفتيل إشعال لحروب طائفية في المنطقة لا تبقي ولا تذر.

3 -  إضافة إلى عدم وضوح لمفهوم الدولة أو الخلافة الإسلامية المنشودة إذ تتنازعها التعريفات فمن يراها دولة جهاد وحرب وفتوحات ومن يراها دولة إقامة حدود وتطبيق عقوبات ومن يراها دولة حرية سياسية وضبط لحرية الأشخاص

4 – بعد تفحص ومراقبة تصرفات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان نقول انه لا يصلح ان يكون خليفة  و لا حتى ان يتشبه بالسلاطين العثمانيين و لا حتى بأصغر امير في الخلافة .

المقترحات

:

1 - أن المفتاح الحقيقي لإحياء الخلافة روحاني، أن الدولة الإسلامية يجب أن تأتي من داخلنا. يجب أن تكون هناك دولة إسلامية أولا وقبل كل شيء في عقلنا وروحنا". وهنا يقع العمل الأكبر على رجال العلم والدين لنشر مفهوم الخلافة بالشكل الصحيح ، لذلك أوصي هؤلاء بالعمل المستمر والجاد في هذا السبيل .

2 – عدم تصديق مقولة ان التاريخ يعيد نفسه فهي أكبر كذبة عرفها التاريخ صنعها بعض الناس وعلى هذا من المستحيل ان يكون اردوغان هو الخلفية المخلص المنتظر ولا ان يكون حتى امير سرية .

3 - يجب علينا نحن المسلمين، حسب رأيي، إعادة تصور الخلافة ، والتي تحمي حقوق الإنسان للجميع، وتوفر الاستقرار السياسي والاقتصادي لهذه المناطق. وفي الوقت نفسه تسمح للمسلمين بتطوير مجموعة متنوعة من السياسات المحلية مع تبني الوحدة الدينية والثقافية الأكبر لهذه المناطق

4 – وأخيرا لابد من فتح بعض النوافذ للباحثين والكتاب للخوض بها لما لها من أهمية في وواقعنا مثل ( أثر التدخل التركي على الربيع العربي – الدور التركي في اشعال الحريق القطري الخليجي – السياسية التركية على محور الروسي الأمريكي )



[1] - من يريد الخلافة – أوفامير أنجوم – 10 ابريل – 2023 – مترجم

[2] القران الكريم – سورة البقرة – الآية 30

[3] - القران الكريم – سورة الأعراف – الآية 74

[4] - معجم الوسيط – مجمع اللغة العربية في القاهرة – مكتبة الشروق الدولية – القاهرة – ط 5 - 2011

[5] - Politics, Law, and Community in Islamic Thought: The Taymiyyan Moment (Cambridge University Press, 2012

[6] - بو حفص النَّسَفي (٤٦١ - ٥٣٧ هـ = ١٠٦٨ - ١١٤٢ م) عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل، أبو حفص،  عالم بالتفسير والأدب والتاريخ، من فقهاء الحنفية.

• ولد بنسف وإليها نسبته، وتوفي بسمرقند.

[7] - التيسير في التفسير - نجم الدين عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحنفي - المحقق: ماهر أديب حبوش، وآخرون -  دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث، إسطنبول - تركيا الطبعة: الأولى، ١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م عدد الأجزاء: ١٥

[8] - وليُّ الدين عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خلدون الخضرميّ-  المؤرخ السياسي والاجتماعي الكبير ومؤسس علم الاجتماع الحديث، ولد في تونس عام 1332 م وتوفي في مصر.

[9] - تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - المحقق: خليل شحادة - سهيل زكار- المجلد 1 – ص 239

[10] - إعادة تعريف الخلافة التحول الغامض في الفكر السياسي العثماني – برينستون – مطبعة الجامعة – 2018

التعليقات

اضافة تعليق جديد

الإسم
البريد ( غير الزامي )
لم يتم العثور على تعليقات بعد


إليك فيديو عن أخر أعمال وأخبار الهيئة


تواصل معنا

أرسل لنا رسالة