الضّعف الإملائي
(الأسباب والحلول)
تعدًّ مهارةُ الكتابةِ من المهاراتِ
الأساسيةِ في اللّغةِ العربيةِ, وهي من المهاراتِ المُكتسبةِ, ولا يمكنُ لأيّ أحدٍ
الاستغناء عنها, إذ تتيحُ هذه المهارةُ التّعبيرَ عن الأفكارِ والمشاعرِ, وهي أداةٌ
مُعِينةٌ للطّالبُ ليحفظَ معلوماتِه أو يكتبَها على ورقة الامتحانات, وبها ينقلُ
الكاتبُ إبداعاتِه للقرّاءِ, ويكتبُ الشّاعرُ شعرَه, وهي الوسيلةُ الّتي يقيّدُ
بها العلماءُ علومَهم ليحفظوها حتّى يستفيدَ منها الطّلابُ.
يقول الشّافعيّ رحمه اللهُ:
الـعلــمُ صــيـدٌ والـــكــتابــــةُ قــــيــدُه ... قيّدْ
صيودَك بالحبالِ الواثِقة
فمنِ الحماقةِ أنْ تصيدَ غزالةً ... وتتركَها بينَ الخلائِقِ
طالِقة
لكنّ هذه المهارةَ اعتراها من الضّعفِ ما اعترى اللّغةَ
العربيةَ, فانتشرَ اللّحنُ (الخطأ) الإملائي بين الدّارسين, حيثُ إنّ الخطأ
الإملائي في بعض المواضع يؤدي إلى تغيير المعنى, كالخطأ في التّمييز بينَ التّاء
المربوطة والهاء, مثل كلمتي: ( صديقه, صديقة), فمهارةُ الإملاءِ هي الوِعاءُ الّذي
يَصبُّ فيه الطّالبُ محفوظاتِه, وإذا كانَ الوعاءُ مثقوباً سيخسر الطّالبُ جهدَه,
وهذا كلّه له أسبابٌ لابدَّ من الوقوف عندها؛ لوضع الحلول المناسبةَ لها.
أسباب الضّعف الإملائي:
1-إهمالُ الطّلاب قواعد الكتابة التي تبدأ معه منذُ نعومة
أظفاره, وتستمرُّ معه إلى نهاية المرحلة الإعداديّةِ, فيحفظ الطّالبُ القواعدَ
الإملائيةَ المقرّرة عليه, لكنْ ما إنْ يقدّمُ الامتحانَ حتّى ينسى المعلوماتِ,
ظنّا منه أنّ فائدتَها آنيةٌ وليست دائمةً.
2- عدمُ الاهتمامِ بالقراءة و إعطائها الوقت الكافي, وإغفالُ
دورها الكبير في تثبيت الرّسم الصّحيح للكلمات, وتعزيز القواعد الإملائيّة الّتي
يتعلّمها الطّلّاب في المدرسة, وهناك طلّاب يعرفون رسم الكلمات من القراءة دون
معرفة القاعدة.
3- تَذَمُّرُ الطّلابِ من نسخ الدّروسِ, ناسين أو متناسين أهدافَ
النّسخِ الكثيرة, والّتي على رأسها تمكين الطّلابِ من الكتابةِ الصّحيحةِ, وتدريبُهم
على رسم الكلمات بصورتها السّليمة.
4- مُكوثُ الطّلابِ أقاوتاً طويلةً على مواقعِ التّواصلِ
الاجتماعي, وتصفّحُه العديدَ من الصّفحات قد يكسبُه بعضَ الأخطاءِ الإملائيةِ
المنتشرة على هذه الوسائلِ, وماأكثرَها!
هذه الأسبابُ وغيرها تقفُ عائقاً أمامَ مهارة الكتابة, وتَحُولُ
دون إتقانِ الطّلابِ هذه المهارة الأساسية في العملية التّعليميّة.
ولذلك وجب علينا أن نبحثَ عن الحلول التّي تمكِّننا من تجاوز
هذه العقبات وتساعدنا لتكون كتاباتنا خالية من الأخطاء الإملائية.
الحلول المقترحة لعلاج الضّعف الإملائي:
بعدَ تشخيصِ المرضِ لابدّ من البحثِ عن علاجٍ لهُ, فالضّعفُ
الإملائيُّ مرضٌ منتشرٌ بين الطّلبة, وعلاجه بين أيدينا, وإليكم أهمّ طرق العلاج:
1-الاهتمامُ بالقواعدِ الكتابيّةِ الّتي نبدأُ بتعلُّمِها منذُ
المراحلِ الأولى من التّعليم, فيجبُ على الطّلاب مراجعتها بشكلٍ دوريٍّ وإجراء التّطبيقات
المرافقة لها حتّى تُثبّتَ القواعدُ الكتابيّةُ, فالقاعدةُ سلاحٌ للطالبِ, وهي حجر
الأساس الذّي يبني عليه كتابتَه.
2- تفعيلُ الدّور الأساسيّ لمهارة القراءة, فالقراءةُ مفتاحُ
العلومِ, وعلينا أن نتذكّرَ هذه المعادلةَ أنّه كلّما زاد وقتُ القراءة اليوميّة,
تحسّنت مهارتُنا في الكتابة, والعكسُ صحيح كلّما قلّ وقتُ القراءة اليومية تدنّى مستوى مهارتنا في الكتابة, فالجوالاتُ الّتي
يعكفُ عليها أبناؤنا لن نحصدَ في نتائجها إلا بعداً عن القراءة وتقصيراً في
الكتابة.
3- عدم التّهاون في نسخِ الدّروسِ, ليكون هذا النّسخُ عوناً لنا
في تعزيز القواعدِ الإملائية, وتثبيت رسم الكلمات الصّحيحة في ذاكرتنا لتكون ذخيرةً
لنا عند الحاجة إليها, والتأكّد من نسخ الكلمات وكتابتها بالشّكل الصّحيح.
4-المعلّمُ وحدَه لا يكفي, وكما قيل: يدٌ واحدةٌ لا تصفّقُ,
لابدّ من المُتابعةِ الجديّة من الأهل في تدريب الطّلّاب على المقطوعات الإملائية
الّتي تُطلَب منهم, ومساعدتهم في حفظ القواعد الإملائية.
بعد أنْ عرضنا الأسبابَ الكامنةَ وراءَ الضّعفِ الإملائيّ,
وذكرنا العلاجَ والحلولَ المناسبةَ لهذا الضّعفِ لابدّ من التّشميرِ عن سواعدنا؛
لنبدأَ في تطبيقِ هذه الحلولِ حتّى نتداركَ أبناءَنا وطلّابنا قبلَ فواتِ الأوانِ,
ولابدَّ أن تتضافرَ الجهودُ لنواجهَ هذا الخطرَ المحيطَ بنا قبلَ أن نقلّبَ كفينا حسرةً
وندامةً.
اضافة تعليق جديد
الإسم | |
البريد ( غير الزامي ) | |
|
لم يتم العثور على تعليقات بعد |
تواصل معنا