تعديل الشهادة الصادرة من جامعة لبنانية       أ. مجد عيون السود          21-2-2025

بعد تحرير سوريا عددٌ جيد من الطلاب الجامعيين يقومون بالتخطيط للعودة إلى البلد الأم سوريا والتقدّم للوظائف الحكومية والخاصة بها، وهُنا يجب التوقّف عند مرحلةٍ مهمّةٍ تُعتبر أساس التقدّم لأي فرصة عمل في القطاع الخاص أو الحكومي في سوريا وهي "مُعادلة الشهادة"  ( ليسانس، ماجستير، دكتورا) في وزارة التعليم العالي في دمشق .

في هذا المقال سوف أُسلّط الضوء عن الآلية الاجرائية لهذا الأمر وذكر التحدّيات التي تُواجه الشاب السوري الجامعي أثناء إقدامه على هذا الأمر الضروري والهام .

-       مفهوم المعادلة : المعادلة تحمل مفهوم مُقارنة الدرجات والشهادات العلمية بين بلدين اثنين، أي من نظام تعليمي إلى نظام تعليمي آخر للتعرّف على قيمة ومستوى هذا المؤهل ( شهادة تاسع، قسم ثاني  "بكالوريا" ليسانس ، ماجستير ، دكتورا ) ليقدّم اعترافاً رسمياً بهذه الشهادات في البلد الآخر تُخوّل صاحبها التمتّع بامتيازاتها في اكمال الدراسة أو شغل الوظائف التخصّصية في القطّاع العام أو الخاص.

-       ما هو المطلوب في وزارة التعليم العالي في دمشق لتعديل شهادة جامعية صادرة من لبنان؟

يُراجع صاحب العلاقة مبنى وزارة التعليم العالي الواقع في دمشق على طريق المزة ط3 مع المستندات التالية:

دراسة حالة من هو حائز على ماجستير في لبنان

1-    الشهادة الجدارية ( مُصدّقة أصولاً من التعليم العالي + خارجية لبنانية+ سفارة سورية في بيروت + خارجية سورية )

2-  كشف العلامات ( مُصدّقة أصولاً من التعليم العالي + خارجية لبنانية+ سفارة سورية في بيروت + خارجية سورية )

3-   محضر مناقشة الرسالة ( مُصدّقة أصولاً من التعليم العالي + خارجية لبنانية+ سفارة سورية في بيروت + خارجية سورية )

4-   افادة تُوضح اسم المُشرف ( مُصدّقة أصولاً من التعليم العالي + خارجية لبنانية+ سفارة سورية في بيروت + خارجية سورية )

5-  افادة تسلسل دراسي ( مُصدّقة أصولاً من التعليم العالي + خارجية لبنانية+ سفارة سورية في بيروت + خارجية سورية )

6- حركة خروج وعودة من لبنان ( مُصدّقة خارجية لبنانية+ سفارة سورية في بيروت + خارجية سورية) .

7-  افادة معادلة الشهادة الصادرة من الجامعة اللبنانية الخاصة، وهنا يجب التوضيح أنّ الشهادة الصادرة من الجامعة اللبنانية الحكومية ( ليسانس – ماجستير – دكتورا) لا تتطلّب معادلة في التعليم العالي اللبنانية، وانما تكون الآلية مباشرةً تصديق خارجية لبنانية وسفارة سورية وخارجية سورية وتقديمها للمعادلات في دمشق . أمّا الجامعات الخاصة فيجب معادلة الشهادة ( ليسانس – ماجستير – دكتورا) في التعليم العالي في بيروت . وارفاق ورقة المعادلة مع الأوراق المذكورة أعلاه ويجب أن تكون مصدقة أصولاً .

-      آلية معادلة الأوراق الصادرة من جامعة لبنانية خاصة في وزارة التعليم العالي اللبنانية :

( الأجنبي ونحن منهم كسوريين يكون التقديم حصراً من خلال مندوب الجامعة الخاصة " لكلِّ جامعة مندوب"  أي لا يكون للطالب مراجعة الوزارة بشكل مُباشر، فمندوب الجامعة هو من يُراسل التعليم العالي عبر رابط بإرسال المستندات بصيغة pdf  هي ذاتها المذكورة سابقاً (من1الى5) بالإضافة الى معادلة الاجازة اذا كانت من سوريا ومعادلة البكالوريا اذا كانت من سوريا، إضافةً الى إقامة التلميذ وحركة الخروج والعودة التي توضح أنّ الطالب كان موجوداً في لبنان أثناء تسلسل دراسته ) لترد الوزارة بعد فترة بإحضار المستندات بشكل ورقي الى الوزارة، ليقوم مندوب الجامعة وليس الطالب الأجنبي بإحضار المستندات وتقديم المعاملة (أي قبولها) لتدخل معادلات. ويتم اصدار المعادلة بعد فترة غير دقيقة لكن الفترة فيها شهور وليس أيام .

ملاحظة 1: معادلة الاجازة تتطلّب مصدقة تخرج + كشف علامات مصدّة أصولاً ( تعليم عالي سوريا+ خارجية سورية+ سفارة سورية)

ملاحظة 2 : معادلة البكالوريا تتطلّب شهادة التاسع + العاشر+ الحادي عشر + البكالوريا مصدّقة أصولاً ( وزارة تربية سوريا+ خارجية سورية+ سفارة سورية) .

-     التحدّيات التي تواجه الطالب السوري اليوم:

1-          الطالب السوري بالنسبة المُطلقة لا يملك إقامة وبالتالي طلب المعادلة لا يمكن تقديمه في التعليم العالي في بيروت .

2-          الطالب السوري غير قادر على استحصال ورقة خروج وعودة من لبنان لأنه لا يملك إقامة .

3-          بعض الجامعات الخاصة لا تقوم بتسليم الطلاب مستنداتهم ( إجازة او كشف علامات)  بسبب عدم تعديل شهادة البكالوريا.

4-          الطالب الجامعي السوري الغير متخرّج لا يستطيع اكمال تعليمه في سوريا لأنه وان حصل على كشف العلامات يجب أن يقوم بتصديقه من التعليم العالي ثم الخارجية ثم السفارة ولا حرج في التصديق من الخارجية والسفارة ولكن التعليم العالي في بيروت لا يصدّق أي ورقة بدون إقامة . ومن جانب آخر يُصعب على الطالب البدأ من جديد في سوريا دون الأخذ بعين الاعتبار بالمواد والمقرات التي درسها وامتحن بها .

حقيقةً الطالب السوري في لبنان عانى وعانى جداً والواقع الحالي يحمل مفهوم "الحرب النفسية" على طالب العالم وهذا ما أراه انتهاكاً صارخاً لأسمى حق من حقوق الانسان وهو حقّ التعلم ونيل الشهادات العليا .

-      الاقتراحات :

1-  كخطوة أساسية يتوجب على الناشطين إيصال هذه الاشكالية الى الجهات التي ترعى السوريين في البلد لبنان ( أي السفارة السورية) والسفارة السورية بدورها توصل الأمر الى الخارجية السورية لتبحث عن حل .

2-  الحل ليس معقّد فالإقامة ينوب عنها ملف الأمم أو وثيقة مُختار والأمر بإشكاليته الكبيرة مجمّد فقط بسبب عدم امتلاك الإقامة من السوري .

3-  يُمكن تقديم اقتراحات للوزارة المعنية في سوريا بتسهيل الإجراءات المطلوبة ولكن هذا الامر يحمل مخاوف عديدة فلا يمكن كسر البروتوكولات المعتمدة دولياً للمعادلة  ( أي الاستغناء عن التصديقات من الجهات الرسمية اصولاً )  وقد يفتح هذا الأمر باب تزوير وثائق ومستندات ويخلق حالة من الفوضى في الملف التربوي . لذلك الحل حقيقة عند أصحاب القرار في الدولة المستضيفة لبنان.

4-  كلمةٌ لأصحاب القرار في الدولة اللبنانية المُستضيفة، لطالما سياستكم تقوم على التخفيف من السوريين وعودتهم الى سوريا، وقد هيئ الله الأسباب الحقيقية للعودة بعد سقوط نظام الأسد، فما هو المبرر الذي يُرفض من خلاله تصديق أوراق هذا الطالب الذي يسعى إلى الخروج من لبنان والسعي بإكمال علمه أو معادلة شهاداته في بلده سوريا ....

بكل إنسانية ندعوكم الى تيسير هذه الحيثية وتسهيل أمور مثل هؤلاء الطلاب، وفصل ملف التعليم والتصديقات عن ملف الامن العام والإقامة، فالمستقبل بيننا ولبنان وسوريا لا يمكن إلا أن يكونا بلدين متكاملين، ومن وجهة نظري لا تضعوا هذه البصمة في تاريخ الطلاب السوريين الجامعيين الذي كبروا في بلدكم الطيب لبنان والآن يسعون للخروج منه بكرامتهم وانسانيتهم ومع شهاداتهم أيضاً. ونستذكر دوماً ما سمعناه ونسمعه وما نتمنى أن نراه " إنّ العرب أخوة"