Loading...







الرئيسية/مقالات أدبية وعلمية/تحدّيات لغة التدريس في مدارس سوريا


تحدّيات لغة التدريس في مدارس سوريا

عدد المشاهدات : 2777
Majd Oyoun Alsoud

حرر بتاريخ : 2025/03/06





*مُقدّمة:* 
يُعتبر التعليم بجميع مراحله من أسمى الملفات المعوّل عليها في بناء جيلٍ واعد. وإنّ تحسين المستوى الثقافي لمجتمع معين  ينطلق من تحسين الواقع التعليمي من خلال المؤسسات التعليمية .
 *الاشكالية:* 
من الأمور التي تشغل فكر مئات بل آلاف الطلاب وكذلك أهالي الطلاب هي اللغة المعتمدة في التعليم عند العودة إلى البلد الأم (في المدارس الخاصة أو الحكومية) والآراء مُنقسمة وبدون ذكر نسبة لأني حقيقةً لم أقم بدراسة استبيانية أثناء كتابتي للمقال، ولكن من الواضح إنّ الاشكالية تتمثلُ بالتساؤلات التالية: 
إلى أي مدى سيكون طلابنا قادرين على العودة للتعلّم باللغة العربية بعد كسرهم لحاجز اللغة الانجليزية واعتمادها كلغة تعلّم في المواد العلمية؟ 
ثمّ يتسائل عدد ليس بالقليل من أهالي الطلاب، هل مصلحة ابني تتكوّن بإكمال تعليمه باللغة الإنجليزية ام العودة للأصل والتعلّم باللغة العربية؟ 
والسؤال الأدق الذي يشغل فكر الجميع، هل الكادر التعليمي في مختلف المحافظات السورية  (مدارس خاصة أوحكومية من لم يغادرو سوريا) قادرٌ على تعليم أبنائنا السوريين باللغة الانجليزية؟
والأكثر عمقاً في التساؤل، هل سيكون في سوريا منهاج مُعتمد باللغة الإنجليزية سواء حكومي أو خاص ؟ 

أسئلة تشغل فكر الكثيرين وخاصةً وأنّنا على عتبات نهاية العام الدراسي ٢٠٢٤/٢٠٢٥ وطي صفحته والتفكير بآلية العمل في العام ٢٠٢٥/٢٠٢٦.

تبعاً للتساؤلات السابقة نكتب هذا المقال مع ذكر جانب من الآراء والتوصيات.
إنّ الآراء في اللغة المعتمدة في التدريس تنقسم الى جانبين اثنين : 
 *الجانب الأول* : 
أن يكون التعليم في الجمهورية العربية السورية باللغة العربية وصاحب هذا الاتجاه له دوافع ومُبررات مرجعيتها أن سوريا هي بلد عربي واللغة الأم هي اللغة العربية، وأيضاً أن التلميذ لم يؤَسّس بشكل كافي ليدرس مواد العلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء باللغة الإنجليزية،  ثمّ حتى لو درسها بهذه اللغة لن تكون مخرجات العملية التعليمية تحمل الفهم الكافي فالتلميذ يُركّز على حفظ كلمات اللغة الانجليزية بالمادة التخصصية أكثر من فهم المادة، وهذا يقدّم لنا مُخرجات مفادها "تلميذ ليس بدرجة الفهم الكافي للمادة العلمية" وبالتالي لسنا معةهذا المسار.
 *الجانب الثاني* : 
ان تعليم الأبناء المنهاج المقرر باللغة الإنجليزية هو أمر صائبْ ويحمل مفهوم الرصانة العلمية لمستقبل التلميذ في مستقبله الجامعي العلمي، وإن كان هذا الخيار يحمل صعوبات وتحدّيات تطالُ التلميذ نفسه وكذلك أولياء الأمور .

من جانبي ومن وجهة النظر الخاصة بي كصاحب تجربة في سير العمل الاداري والتربوي بين أبناء النازحين السوريين في لبنان لثلاثة عشر عاماً أقول : 
أن التّعليم وفق اللغة العربية في كافة المواد هو الاتجاه الذي تكون مخارجه لطلابنا الفهم العميق للمادة العلمية وادراك مفاهيم المواد كافةً والنتيجة التي سنصل إليها(تلميذ مُدرك للمادة العلمية ووصل لمرحلة الفهم العميق) .
لكن نقف هنا أمام مفترق طرق وتحدّيات تطال التلاميذ في مستقبلهم الجامعي : 
- يوجد شريحة تذهب لاكمال مسيرتها التعليمية في جامعات خاصة تعتمد اللغة الانجليزية في مقرراتها وهُنا نكون أمام طالب يدرس اللغة الانجليزية من المستوى الأول أو الثاني وهو بعمر 17سنة ولهذا الأمر تحدياته النفسية والعلمية. 
- يوجد شريحة تذهب لاكمال دراستها في بلدان الجوار وأيضاَ تعتمد اللغة الانجليزية في كافة مقرراتها وهنا يجب الطالب نفسه أمام تحدّي كبير موضوع اتقان اللغة واللكنة وخاصةً أن محيطه سيكون طلاب ممارسون للغة الانجليزية منذ الصغر.
- يوجد شريحة وهي الأكبر حسب توقعي تذهب للجامعات السورية الحكومية وتتعلّم كافة المقررات باللغة العربية ويتخرجون من هذه الجامعات ويكون امامهم المستقبل للعمل في السوق الداخلي، أما السفر للخارج للدخول في سوق العمل فسيكونون أمام تحدّي أشد صعوبة من غيرهم لأننا نكون أمام طالب بعمر ٢٤ سنة غير ممارس للغة الانجليزية ومن الصعب جداً اتقانها في هذا العمر. 
 *آراء الكاتب :* 
١. التعليم باللغة العربية هو أمر جداً هام لكنه يقود بطلابنا الى طريق فيه حرج أكاديمي في الجامعات الخاصة في سوريا وخارجها.
٢. التعليم باللغة الإنجليزية يتطلّب إعداد كادر أكاديمي متمكّن للقيام بالعملية التعليمية وهذا ماتفتقره سوريا بكافة المحافظات ضمن مؤسساتها التعليمية في المدارس والجامعات. 
٣.المدرسون السوريون في لبنان أصحاب تجربة عميقة في اتقان التعليم في اللغة الانجليزية وأتمنى على المعنيين في وزارة التربية السورية استقطابهم والاستفادة من خبراتهم العميقة على هذا الصعيد.
 *اقتراحات:* 
١. يمكن لوزارة التربية السورية إعطاء تصاريح للمدراء بفتح مدارس تعتمد التعليم باللغة الإنجليزية لمن يرغب من أولياء الامور (قطاع خاص) ، ويكون على إدارة المدرسة تأهيل فريق عمل قادر على ذلك.
٢.انشاء مركز بحوث خاص في وزارة التربية السورية لاعتماد مناهج تعليمية باللغة الإنجليزية. 
٣. تثقيل مادة اللغة الانجليزية في المدارس والجامعات الخاصة والحكومية برفع نصابها المقرر اسبوعياً.
٤. إنشاء مراكز إعداد مدرسين لتعليم المناهج باللغة الإنجليزية تمهيداً لادراج الامر كشعب في المدارس الحكومية. 

 *مُخرجات التنفيذ وخاتمة المقال:* 
السوريون قادرون على تعليم أبنائهم باللغة الإنجليزية وكذلك المدرسون قادرون على اتقان هذا المسار ولنا تجربة في لبنان تؤكّد ذلك، ويمكن أن أشير أن مئات من أهالي الطلاب بل الآلاف يجدون في مستقبل أبنائهم التربوي أن يكملوا باللغة الإنجليزية وقد يكون عدم توفر الأمر في مدارس سوريا سبباً لعدم العودة.
 من جانب آخر القائمون على أمور الوزارة حفظهم الله لاحرج باعطاء الحرية لمدراء المدارس الخاصة من حيث المبدأ باعتماد مناهج انجليزية وتعليمها للسوريين (من يرغب بذلك) وتحت إشراف وزارة التربية السورية.
والخطوة الأكثر أهمية السعي لاعتماد مناهج حكومية باللغة الإنجليزية والسماح باعتماد مناهج دولية وترخيص تعليمها في مدارس الجمهورية العربية السورية الخاصة والحكومية،ويتربع على عرش الاولويات إعداد الكادر وتأهيله ليكون قادراً على التعليم باللغة واللكنة السليمة الصحيحة التي تضمن إعداد جيل من الطلاب السوريين يتقنون لغتهم الام (العربية) وكذلك اللغة الانجليزية.
 وماذلك على السوريين بشاق.

التعليقات

اضافة تعليق جديد

الإسم
البريد ( غير الزامي )
أبو حذيفة
hassan.shhade@yahoo.com
أما أنا فأميل إلى الرأي الأول وهو الارتقاء باللغة العربية، فهي قادرة على استيعاب المادة العلمية، وكما كانت كتب العلماء العرب مرجعا للجامعات العريقة ولكل الميادين العلمية في القرنين السابع عشر والثامن عشر أيضا فهي قادرة على الالتحاق بموكب الحضارة القائمة ومواكبة كافة التطورات في مختلف الأصعدة، ولن يكون هذا إلا بجهود أبنائها. كل التحية على هذا المقال المتميز
آمنة

موضوع مهم جدا جزاكم الله خيرا ..نعم كأهالي طلاب في لبنان نفكر كثيرا بهذا الموضوع فأولادنا باتوا يتقنون المواد العلمية بكل سلاسة باللغة الانكليزية حتى أن اللغة الانكليزية أصبحوا يجيدوها بلكنة صحيحة ..فيجب أن لا يذهب هذا الأمر سدى طبعا اللغة العربية هي لغة القرآن واللغة الأم ولا يوجد بجمالها ولكن هذا لا يمنع أن تكون المواد العلمية باللغة الانكليزية في سوريا وأن نكمل مع ابنائنا بالطريق الذي بدأنا فيه في لبنان وهذا الأمر يساعد أبناءنا على الارتقاء أكثر في كافة المجالات ومثل ما تعودنا من الطلاب السوريين في كل مكان التفوق والإبداع
آ منة

تعقيبا على ما ذكرتموه في المقال أن التعليم باللغة العربية سيوقع الطالب الجامعي فيما بعد أو حتى بعد الدراسة الجامعية في حرج اكاديمي اوافقكم عليه وبشدة فلنا أن نتخيل طالب طب وصيدلة مثلا تكون مواده في اللغة العربية هذا فيما بعد عند البحث عن فرص عمل متقدمة سيواجه مشكلة اللغة وجميعنا يعلم أن الأغلب بهذه الأحوال يتوجه للقيام بدورة لغة إنجليزية مكثفة ايضا في التعليم الجامعي وخاصة في الاختصاصات العلمية يوجد مصطلحات وهناك دكاترة تحاول إعطاء المادة باللغة الانكليزية هذا ايضا يوقع الطالب بحرج أو مشاكل
محبة الرحمن

مقال هام جدا جزاكم الله خيرا الاهل يفكرون دائما في مستقبل أولادهم التعليمي اللغة العربية هي اللغة الام لا شك في ذلك و لكن تحصيل الطالب لاتقارن اللغة الانكليزية في المواد العلمية مهم جدا خاصة و انه تأسس من الروضة و أصبح الطلاب يقرؤون اللغة الانجليزية بسلاسة و هذا سيساعده. في الجامعة و لا يضطر الطالب للسعي بعمل دورات لغة انجليزية مكثفة و مكلفة نتمنى من ان يكمل ابناءنا دراستهم بالمنهج الذي يدرسونه هنا في لبنان
فاطمة

المقال مفيد جزاكم الله خيرا انا مع التعلم باللغة العربية في المراحل الأولى على الأقل حتى يتعلم الطالب اغلب المصطلحات باللغة العربية لاننا في كثير من الاحيان كأهل لطلاب درسوا في لبنان الطالب يحفظ درس العلوم مثلا باللغة الانكليزية ولكنه لايفهمه بشكل عميق، بالاضافة الى تثقيل اللغة الإنجليزية في المناهج وتعليم كافة مهاراتها كاستماع وكتابة وقراءة بحيث يخرج الطالب من البكالوريا مكتسبا هذه اللغة حينها لن تتأثر اختياراته الجامعيه.


إليك فيديو عن أخر أعمال وأخبار الهيئة


تواصل معنا

أرسل لنا رسالة