تعتبر إسرائيل نفسها الوصي الشرعي لحماية دروز سوريا وتستخدمهم كورقة استفزاز
ضد حكومة دمشق .
اليوم وبعد إبرام اتفاق
ما بين الدولة السورية ووجهاء الدروز في محافظة السويداء بوقف إطلاق النار تتدخل
إسرائيل بضرب صواريخ غادرة على قلب مدينة دمشق ودرعا ليشكّل سلوكها هذا خرقاً
صارخاً للقانون الدولي والقانون الإنساني. 
تحليل هذه الضربات الغادرة
للأراضي السورية ماهو إلا نتيجةً للفكر الصهيوني المتطرّف الغادر، حيثُ أنّ هذا
الكيان لم يروق له سيطرة قوات الأمن السورية والجيش السوري على محافظة السويداء ولم
يروق له بسط الدولة السورية يدها على كافة أراضيها، وكذلك لم يرق له مناشدة أهالي
السويداء أنفسهم لحماية الدولة السورية لهم.
من جانب آخر يعتقد الكيان الإسرائيلي أنّ بسط الدولة السورية يدها من خلال
المؤسسات العسكرية على الجنوب السوري يُهدد أمنها القومي وتبعاً لذلك تأخذ من ورقة
حماية الدروز ذريعةً لها بمنع دخول قوات الجيش العربي السوري الى السويداء تحديداً،
ما شكّل دخول الجيش الى السويداء ليلة أمس صاعقةً ضربت الكيان الصهيوني جاءت بردت
فعل بضرب مدخل مبنى الأركان العامة في دمشق واللواء 13 في درعا. 
إسرائيل تستخدم شخصيات من الطائفة الدرزية ليدّعوا أنهم يمثلون الطائفة
الدرزية بمطلقها وعلى رأسهم حكمت سليمان الهجري الذي ومن بعد نصر الثورة السورية
كان ليّناً بموقفه تجاه السلطة السورية الجديدة إلا أنّ إسرائيل لم يرق لها ذلك
فدفعته للمناشدة بحماية دولية وصولاً الى طلبه الشخصي من نتنياهو بحماية دروز
سوريا لتتخذ إسرائيل من طلبه هذا ذريعةً لها بجرائمها .
المشهد اليوم أنّنا أمام كيان إسرائيلي صهيوني متطرّف أثبت التاريخ أنّه لا
يعرف إلا لغة البطش والضرب والدم والغدر ومن المعاناة الفلسطينية من بطش هذا
الكيان الى معاناة شهدناها اليوم في دمشق من صواريخه الغادرة، والألم الأكبر من
ظهور الخونة من الشعب السوري وتأثيرهم على أبناء الشعب السوري من الطائفة الدرزية
الكريمة فحكمت الهجري خائن عميل في نظر كل سوري حر وقد ورّط المئات والآلاف من
أبناء طائفته بالدم .
يبقى الأمل المعوّل عليه اليوم في قدرة القيادة السورية في مسارها
الدبلوماسي لتضع حد لانتهاكات إسرائيل ودعوة مجلس الأمن بشكل طارئ بسبب هذه
الهجمات والتأكيد أنّه لا يمكن ومن الغير المقبول أن تكون إسرائيل ضامن لأي مواطن
سوري من أي طائفة كانت، فسوريا بلد مستقل بقيادة حكيمة والضامن الوحيد لكل سوري حر
من بعد الله عزّ وجل هو الدولة السورية بأجهزتها ومؤسساتها ومن يعتقد ان إسرائيل
هي تضمنه فهو في ضلال مبين.
اضافة تعليق جديد
| الإسم | |
| البريد ( غير الزامي ) | |
|  | |
| لم يتم العثور على تعليقات بعد | 
                            
                            
 
                                        
                                    تواصل معنا