Loading...







الرئيسية/مقالات أدبية وعلمية/دراسة تحليلية لمُخرجات القمّة الاسلامية في الدوحة


دراسة تحليلية لمُخرجات القمّة الاسلامية في الدوحة

عدد المشاهدات : 1675
د.مجد عيون السود
مجد عيون السود دكتورفي الحقوق
حرر بتاريخ : 2025/09/15





قراءة تحليلية للبيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الطارئة في قطر

في اليوم السادس عشر من شهر أيلول لعام 2025 انعقدت القمّة العربية الإسلامية الطارئة في الدّوحة لتعبّر عن تضامن واسع من كافة الدول الحاضرة البالغ عددها 54 دولة عربية وإسلامية مع دولة قطر ضد العدوان الغاشم من الكيان الإسرائيلي، أي أنه يمكن القول أنّ لهذه القمّة دور عاطفي ونفسي تجاه ما تعرّضت له دولة قطر من اعتداء غادر من العدو الصهيوني .

ولعلّنا في هذا المقال نُحلل وبشكل سريع أبرز مُخرجات هذا المؤتمر، حيث جاء فيه تأكيداً ان الاعتداء على دولة قطر هو اعتداء على الجهود الدبلوماسية الرامية للسلام وحقيقةً ان دولة قطر تلعب الدور الأبرز في الوساطة منذ بداية حرب غزّة، وهذه الضربة حقيقةً تعود بتأثيرها السلبي على من قام بها لما سوف تؤدي اليه من تجميد المفاوضات التي لن تعود بالفائدة على الكيان الاسرائيل ولا بأي اتجاه، وكما قال السيد الرئيس احمد الشرع " من نوادر التاريخ ان يُقتل المفاوض ومن سابقة الأفعال ان يستهدف الوسيط "

جاء أيضاً في البيان الختامي ان غياب المجتمع الدولي وغياب المساءلة شجعا إسرائيل على جرائمها وصولاً الى ضرب دولة قطر وضيوفها من الوفد السياسي لحماس الذي كان يدرس مقترح مفاوضات مقدّمة من الولايات المتحدة الامريكية، فلا يخفى على متابع ان الكيان ضرب دمشق منذ فترة وجرائمه ضد غزّة لم تنتهي منذ 700 يوم وفي الأسبوع السابق ضرب قطر في عمق دارها ، وما هذا المسار الذي يخطو فيه هذه الاحتلال الا بسبب الجمود العربي والغربي وجمود المجتمع الدولي بأٍسره تجاه في يرتكبه هذا العدوان من جرائم ضد سيادة الدول .

جاء أيضاً في البيان الختامي تأكيداً على رفض التهديد الإسرائيلي لاي تهديد اعتداء جديد لضرب قطر او دولة عربية أخرى، وهُنا نتوقف لنتساءل عن الضامن الرئيسي لعدم إعادة هذا الانتهاك من إسرائيل، فتاريخ إسرائيل كُلهُ انتهاكات تجاه أغلب الدول ومازالت حالة الصمت سيدة المشهد، ولو أنه تجدُ الإشارة أن زيارة وزير الخارجية القطري الى الرئيس الأمريكي ترامب بعد الضربة المذكورة قدّمت لنا ضامن بتعهد ترامب بعدم تعرّض قطر لضربة أخرى ولا اعلم ان كانت تغريدة تويتر أصبحت ضمانة لدولة ذات سيادة مثل قطر وما يؤلم حقيقة هو الضعف الواضح من الموقف العربي تجاه هذا الحال.

 

ولعله من المخرجات اللافتة هو الوقوف بوجه مخططات إسرائيل لفرض واقع جديد في المنطقة، بما يحمل وعي من الفكر القيادي العام ان إسرائيل لديها هدف بعيد المدى وهذا ما قد أشار اليه الرئيس التركي اوردغان بأن إسرائيل تطمح للتوسّع وزيادة نفوذها وأكد ان ذلك لن يحصل بوعي القادة المسلمين والعرب .

طبعاً الكلام العاطفي غير مرحب به في لغة السياسية فنحن نحتاج الى موقف عربي مسلم جاد في وجه هذا الكيان فلغة اللطف والتماهل هو من أوصل بحال المجتمع العربي الإسلامي الى هذا المستوى .

 

نهاية القول هذا المؤتمر حمل ادانة واستنكار ومناشدة للمجتمع الغربي بإدانة الكيان الصهيوني على جرائمه وهذا ما يوضّح لنا ان دولة قطر كانت اغلب الظن غير معولة في مثل هذا المؤتمر على اتخاذ قرارات، فكنا نرجو من الدول التي ذهبت للتطبيع مع إسرائيل ان تتراجع عن ذلك، وكنا نرجو ممن عمل مع إسرائيل اتفاقيات تجارية قطعها او تعليقها بشكل مباشر أي كنا ننتظر قرارات جادة تؤثّر بشكل حقيقي على هذا الكيان واكثر من ذلك كنا ننتظر تشكيل تحالف عسكري إسلامي عربي لمواجهة العدوان الإسرائيلي يكون قائم علة وحدة الصف والثبات من أي انتهاك يصدر من هذا الكيان، فإسرائيل تُراقب كل مواقف الدول وعندما تجد مواقف الدول العربية قائمة على الاستنكار والمناشدات سيزيدها اصراراً على ما هي عليه من طريق العنف والتطرف والاجرام . 

التعليقات

اضافة تعليق جديد

الإسم
البريد ( غير الزامي )
لم يتم العثور على تعليقات بعد


إليك فيديو عن أخر أعمال وأخبار الهيئة


تواصل معنا

أرسل لنا رسالة