يُعتبر ملف السويداء من أكثر الملفات الّتي تُشغل فكر السوريين أجمع دون استثناء، وبجهود دبلوماسية تُعتبر خطوة من خطوات النجاح، أعلنت دمشق عن خارطة طريق لحل ملف السويداء من خلال اجتماع جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس براك.

أبرز ما جاء في هذه الخطّة تأكيداً جادًا على وحدة الأراضي السورية وعدم قابليتها للتقسيم تحت أي ظرف وهذا ما يُغلق الباب في وجه أعداء الدّولة الذين يُروّجون بأنّه لا حل لهذه القضية الا بقطّاع مستقل لهم وادارته بشكل مستقل.

الخطة شملت دعوة لجان دولية للتحقيق في كل من تلطّخت يديه في دماء المنطقة وخضوعهم للمساءلة والمحاسبة وأن لا أحد فوق القانون أيّاً كان، فكل من ارتكب جريمة سيُحاسب وفق هذا المسار ومن الطبيعي أن هذا الجهد سيكون تكميلياً لجهود اللجنة المتخصصة بجرائم السويداء والتي تتمتّع باستقلالية مطلقة .  

أيضاً المسار جاء ليؤكّد على ضرورة وأهمية مُتابعة إدخال المساعدات بكافة اصنافها الى المنطقة تحت اشراف الأمم المتحدة فشعب السويداء هو سوري قبل أن يكون درزي ولا تقبل الدولة أن يتعرّض لنقصٍ في المستلزمات أو الحاجات من أي نوع كانت وهذا ما يؤكد حقيقةً رغبة الدولة الحقيقية في اخراج السويداء من العزلة والحالة التي هي بها.

والأهم من ذلك وهو ما يُشكل عمق المسار أن الأردن وبالتنسيق مع الحكومة السورية ستعمل تشكيل مجال مصالحة من كبار الدروز والعشائر ليكون مرجعاً للمصالحة على ماحصل، وهي مُدركة أنّ هذا المسار سيحمل الكثير من الصعوبة والآلام ولكن مستقبل البلد ووحدة الشعب بجميع أطيافه تتطلّب الوعي من كل سوري حر غيور على بلده وبضرورة المصالحة والايمان بالمواطنة ومستقبل سوريا الجامع لكل اطيافه.

الخطة ايضاً اشارت الى العديد من الأمور الهامة من ضرورة متابعة الطرقات التجارية وتأمينها وسحب كافة المسلحين الغير قانونيين وفرز قوى رسمية بديلة وكخطط مستقبلية لا بد من إعادة اعمار المنطقة وتكثيف الجهود في ها الصعيد.

نهاية نقول ان السويداء وأهلها وشعبها جزء لا يتجزأ من دولة سوريا التي لم ولن يقبل أحد بإخراجها من خارطة بلادنا، وحتى الدروز انفسهم يعلمون أن لا بديل عن الدولة وأن دولتنا باذن الله هي دولة الحق وعزّتهم وكرامتهم ستكون مع الدولة السورية الجديدة .