Loading...







الرئيسية/مقالات أدبية وعلمية/مخاطر منصّات التواصل الاجتماعي على تكوين الرأي العام في المجتمع ، سوريا – دراسة حالة


مخاطر منصّات التواصل الاجتماعي على تكوين الرأي العام في المجتمع ، سوريا – دراسة حالة

عدد المشاهدات : 39
د.مجد عيون السود

حرر بتاريخ : 2025/11/01





مخاطر منصّات التواصل الاجتماعي على تكوين الرأي العام في المجتمع

سوريا – دراسة حالة

مقدّمة :

 أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تشغُل جزءًا واسعًا من حياتنا اليومية وتُعتبر منابرها في مختلف برامجها مكاناً لنشر الأخبار والأحداث والحالات مما يجعلها تلعبُ دوراً حقيقيًا في تكوين القناعات والمُعتقدات حول الحدث أو الواقعة أو حول شخص معين.

هذا الأمر يُثير العديد من المخاوف فمن يمتلك منبراً مع جمهور معين أصبح قادراً على خلق حالة حول أمر معين أو شخص بذاته والتأثير على الآخرين بإيجابية أو سلبية تبعاً لقناعته هو بذلك الخبر أو بذلك الشخص أي أنه من خلال منبره عبر منصّات التواصل أصبح يخلق رأياً عاماً أمام جمهوره ويؤثر على الآخرين بطريقة صياغة الخبر وهذا ما يجعل الرأي العام رهينة ميول هذا الشخص فكرياً وسياسياً ودينيًا حتّى ..

تبعاً لأهمية هذه الظاهرة سوف نُسلّط الضوء في هذا المقال عن مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي على تكوين الرأي العام في المجتمع والمجتمع السوري كدراسة حالة .

انتصار الثورة السورية وإسقاط نظام بشار الأسد هو نصرٌ كبير وأعاد المجد للسوريين أجمع، ولكن لنا أن نُدرك أنّ سوريا مازالت تحمل تحدّيات ما بعد النصر وهذه التحدّيات تواجه القيادة والشعب أجمع من خلفها، فالجميع يعلم أنَّ سوريا ما بعد النصر تُراعي كافة أبناء الشعب السوري وتُعيد الحقوق لجميع الطوائف وتحمي حقوق الجميع دون استثناء بما فيهم الأكراد والدروز ، فالكرد الدروز بدايةً ونهايةً هم سوريون أبناء البلد ولهم موضع احترام وتقدير أمام دولتنا في مختلف عاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية .

-      تأثير منصّات التواصل السلبية ( دراسة حالة السويداء)

تأتي وسائل التواصل الاجتماعي بعد بداية أحداث السويداء في 13 تموز 2025 وتنقل واقعاً مغايراً تماماً للحقيقة التي تسير بها دولتنا حملت مفهوم الهجوم الواضح على الدولة وشخصيات الدولة وجيش الدولة وبثت الفتن والاتهامات من مختلف جوانبها ومختلف انتهاكاتها الامر الذي خلق جواً ورأياً عاماً في العالم العربي والغربي ليس بصالح دولتنا حتّى أنّه سبب ضربةً إسرائيليةً لدمشق استهدفت مقر الأركان العامة ووزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي .

الدولة السورية بقناعة السوريين بالنسبة الأكبر يُدركون أنّ ما حصل هو هجمة إعلامية شرسة تجاه دولتنا مرجعيتها ما تمّ تداوله من مبالغات واسعة وأخبار مفبركة وآراء مهاجمة لحكومتنا الجديدة عبر جهات التواصل وهذا ما يمكن توصيفه بالخطر الحقيقي الناشئ عن جهات التواصل في خلق أزمات في الحقيقية وضبابية في المشهد تؤثر فعلاً على الرأي العام وبأخبار مغلوطة وغير دقيقة أو بوقائع غير مكتملة المشاهد وهذا ما يمكن أن نصفه بالاصطياد في الماء العكر سعياً في تشويه صورة دولتنا وأجهزتها السياسية أو العسكرية .

-      تأثير منصّات التواصل السلبية ( دراسة حالة قسد)

ايضاً في ملف علاقة الدولة السورية مع قسد ( قوات سوريا الديمقراطية) فدولتنا بقيادة الرئيس احمد الشرع ذهبت لإبرام اتفاق هام وايجابي ووطني يحقق مصالح كل السوريين يضمن الاستقرار والوحدة والأمان والخير الاقتصادي في توحيد التراب السوري، لكن جهات التواصل الاجتماعي تُعكّر الجو العام الذي تسعى دولتنا لخلقه وتعمل على نشر معلومات مغلوطة ومضللة وشائعات تنتشر بسرعة عبر جهات التواصل مما يؤثّر حقيقةً على الرأي العام  وأكثر من ذلك تحرّض على العنف وتبث بخطابات كراهية وتعمل على التفرقة مما ينتج عن ذلك زيادة الانقسام والتفرقة ، في الوقت الذي تعمل دولتنا بشكل حقيقي وجاد على الوصول الى حل وضم قسد لجسد الدولة وضمان حقوقها في سوريا.

هنا نجد أيضاً مخاطر لا يمكن الاستهانة بها على الصعيد الوطني مرجعيتها ما يُبثُ على قنوات التواصل الاجتماعي من أعداء النصر في سوريا ومن أهواء الفتن في المنطقة ومن ضعاف النفوس من المتابعين أو من أصحاب الفكر المتطرف الذين لا يؤمنون بان سوريا أصبحت بلداً حراً بعد سقوط نظام الأسد.

الخطر لا يقتصر على ملفات تديرها الدولة فحسب بل هو يطال افراداً بشخصهم حتّى، ولهذا الأمر تأثيره السلبي الواسع على الشخص نفسه وعلى عائلته وعمله ومستقبله ونفسه .

فما نشهده اليوم من اخبار تنشر عبر جهات التواصل بأغلبيها تحمل مفهوم التشهير وتأجيج المشاعر وخطاب يحمل مفهوم الكره وعدم تقبّل الآخر يصدر من خلال صفحات إعلامية يُديرها اشخاص من داخل المدن وهؤلاء الأشخاص قد لا يمتلكون الفكر المعتدل في تصرفاتهم وأفعالهم ولا يملكون أدوات للتحرّي عن حقيقة الخبر أصلاً والمشكلة الأكبر أنّنا نشهد تنقلاً عشوائياً في الاخبار وخاصةً فيما إذا كانت تتعلق بالثورة السورية المباركة.

اذاً نحن أمام مشكلة لا يمكن الاستهانة بمخاطرها على صعيد الدولة بالمرتبة الأولى وعلى صعيد الفرد بالمرتبة الأخرى لما يحمل من تأثير على مصلحة الدولة وكذلك مصلحة الفرد لأن الخبر المفبرك أو المُبالغ به أو الخبر المنقوص أو الغير مكتمل التوصيف والواقعة التي تذكر بمنشور دون ذكر مبرراتها أو آلياتها تحمل الإساءة ووضع الشخص او الكيان بموضع الاتهام والإساءة، وما يزيد المشهد تعقيدًا هو ما يأتي من كلام ضمن بند التعليقات الذي في أغلبه انتهاكات في الأقوال وإساءة في الأعراض ناتجة عن تأجيج النفوس، وقد يصبح المجنى عليه بموضع الدفاع الغير مبرر، الامر الذي يحمل انتهاكاً واضحاً للحقوق وضرباً حادًا للنسيج الاجتماعي مما يوجب على القائمين على التشريع وضع حد لهذه الظاهرة من خلال المرجعيات المختصّة .  

أبرز الاقتراحات والحلول:

بالإطار العام لابد من تطوير التشريعات الناظمة لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي وبع التفاصيل نذكرها وفق مايلي:

-      تفعيل دور الحق العام في ملاحقة من يعتمد على سياسات التشهير دون الحاجة الى الادعاء الشخصي.

-      وضع آليات إجرائية لفتح حسابات إعلامية عامة تضمن معرفة الشخص المسؤول عما يُنشر بها من أخبار .

-      اشتراط الحصول على موافقة من الداخلية السورية لنشر اخار تتعلق بالشأن العام السوري وأحداث الدولة ونشاطاتها .

-      إقامة ندوات فكرية توضّح أصول العمل الإعلامي ومبادئه واخلاقياته .

-      جلسات توعوية توضّح أهمية استخدام الاعلام لنشر السلام والمحبّة وعدم اللجوء لخطابات الكراهية وتأجيج النفوس والمشاعر.

الخاتمة :

 المجتمع السوري ما بعد التحرير بأمس الحاجة الى التلاحم بين كافة أبناء شعبه من جهة وبين الشعب والدولة من الجهة الأخرى، ومنصّات التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها يجب أن يعتنق مستخدموها مبادئ المصلحة العامة وأهمية حديث السلام والمحبة وتقبل الآخر والوعي بخطورة خطابات الكراهية والتشهير وإدراك أن الخطر قد لا يكون بالمنشور نفسه بل بما ينتج عنه من كلام سيئ وسلبي يقود المجتمع الى التفكك وقد يكون سببًا لارتكاب جريمة في المجتمع .

 بالإضافة أنّ الأخبار السيئة السلبية تنتشر كالنار في الهشيم هذا ما يجعل الاعلاميون يميلون للبحث عن الاخبار التي تُحدث ضجيجاً ( فضيحة أو ما شابه ) ونشرها عبر منصاّتهم سعيًا لإشباع غريزتهم في الحصول على متابعات أو تعليقات أو مشاهدات أو كسباً للمال بطريقة معينة.

وهذا ما يجعلنا أمام تعزيز حقيقي لدور أجهزة الدولة في اتخاذ ما يلزم أصولاً ووضع حد بلغة القانون والجدّية المُطلقة في ضبط ما يحصل على منصّات التواصل بالحد الأدنى للمنصات التي يديرها من هم داخل الأراضي السورية ووضع ضوابط لما يُنشر من قبلهم لتضمن أن تكون هذه المنصّات منبرًا للخير والمحبة والأمان وليس لنشر الفتنة والكراهية والإجرام . فمجتمعنا السوري قد امتلأ سواداً من سنوات الحرب ووصلت الكراهية لحدٍ غير مقبول بين مختلف تكويناته والنظام البائد عمل على هذا الجانب منطلقاً من مبدأ " فرق تسُد" فما نحن به اليوم فرصةً للتلاحم والترابط ونشر المحبة والوعي بين كافة أطياف الشعب السوري ومن أهم الطرق لتحقيق ذلك ضبط ما يُنشر على منصّات التواصل وإيقاف حملات الإساءة والتشهير بحق بعضنا البعض .

 

يامن يُدرك الصواب بعينه                                         أوصيك بخدمةٍ للبلد لا تُثمّنُ

احفظ مجتمعك من البغي بفعل فاعلٍ                       وخذ قراراً يحمينا من الهلاكِ والمفزعُ

 

التعليقات

اضافة تعليق جديد

الإسم
البريد ( غير الزامي )
لم يتم العثور على تعليقات بعد


إليك فيديو عن أخر أعمال وأخبار الهيئة


تواصل معنا

أرسل لنا رسالة